نام کتاب : مواقف الشيعة نویسنده : الأحمدي الميانجي جلد : 1 صفحه : 254
تكلمت يا ابن أبي سفيان فأبلغت ، ولم تقصر عما أردت ، وليس الأمر على ما ذكرت ، أنى يكون الخليفة من ملك الناس قهرا ، ودانهم كبرا ، واستولى بأسباب الباطل كذبا ومكرا ؟ أما والله ! ما لك في يوم بدر مضرب ولا مرمى ، وما كنت فيه إلا كما قال القائل : " لا حلي ولا سيري " ولقد كنت أنت وأبوك في العير والنفير ممن أجلب على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وإنما أنت طليق ابن طليق ، أطلقكما رسول الله صلى الله عليه وآله ، فأنى تصلح الخلافة لطليق ؟ ! فقال معاوية : لولا أني أرجع إلى قول أبي طالب حيث يقول : قابلت جهلهم حلما ومغفرة * والعفو عن قدرة ضرب من الكرم لقتلتكم [1] . ( 180 ) صعصعة ومعاوية الكلبي ، قال : دخل صعصعة بن صوحان [ العبدي ] على معاوية ، فقال له : يا ابن صوحان ! أنت ذو معرفة بالعرب وبحالها ، فأخبرني عن أهل البصرة ؟ وإياك والحمل على قوم لقوم ! قال : البصرة واسطة العرب ، ومنتهى الشرف والسؤدد ، وهم أهل الخطط في أول الدهر وآخره ، وقد دارت بهم سروات العرب كدوران الرحى على قطبها . قال : فأخبرني عن أهل الكوفة ؟ قال : قبة الإسلام ، وذروة الكلام ، ومظان ذوي الأعلام ، إلا أن بها أجلافا تمنع ذوي الأمر الطاعة ، وتخرجهم عن الجماعة ، وتلك أخلاق ذوي الهيئة والقناعة . قال : فأخبرني عن أهل الحجاز ؟ قال : أسرع الناس إلى فتنة ، وأضعفهم عنها