نام کتاب : مواقف الشيعة نویسنده : الأحمدي الميانجي جلد : 1 صفحه : 253
ففرح معاوية وظن أن كلامه يشتمل على قريش كلها ، فقال : صدقت يا ابن صوحان ! إن ذلك لكذلك . فعرف صعصعة ما أراد ، فقال : ليس لك ولا لقومك في ذلك إصدار ولا إيراد ، بعدتم عن أنف المرعى ، وعلوتم عن عذب الماء . قال : فلم ذلك ويلك يا ابن صوحان ؟ قال : الويل لأهل النار ، ذلك لبني هاشم ، قال : قم ، فأخرجوه . فقال صعصعة : الصدق ينبئ عنك لا الوعيد ، من أراد المشاجرة قبل المحاورة . فقال معاوية : لشئ ما سوده قومه ، وددت والله ! إني من صلبه . ثم التفت إلى بني أمية ، فقال : هكذا فلتكن الرجال [1] . ( 179 ) صعصعة ومعاوية حبس معاوية صعصعة بن صوحان العبدي و عبد الله بن الكواء اليشكري ورجالا من أصحاب علي مع رجال من قريش . فدخل عليهم معاوية يوما ، فقال : نشدتكم بالله ! إلا ما قلتم حقا وصدقا ، أي الخلفاء رأيتموني ؟ فقال : ابن الكواء : لولا أنك عزمت علينا ما قلنا ، لأنك جبار عنيد ، لا تراقب الله في قتل الأخيار ، ولكنا نقول : إنك ما علمنا واسع الدنيا ضيق الآخرة ، قريب الثرى بعيد المرعى ، تجعل الظلمات نورا والنور ظلمات . فقال معاوية : إن الله أكرم هذا الأمر بأهل الشام الذابين عن بيضته التاركين لمحارمه ، ولم يكونوا كأمثال أهل العراق المنتهكين لمحارم الله والمحلين ما حرم الله والمحرمين ما أحل الله . . . ثم تكلم صعصعة فقال :