نام کتاب : منية المريد نویسنده : الشهيد الثاني جلد : 1 صفحه : 173
باطل ، ويقدح في قائله بكل ما يتصور ، فيثور التشاجر بين المتماريين ، كما يثور التهارش بين الكلبين ، يقصد كل منهما ، أن يعض صاحبه بما هو أعظم نكاية وأقوى في إفحاه وانكائه . وعلاج ذلك أن يكسر الكبر الباعث له على إظهار فضله والسبعية الباعثة له على تنقيص غيره ، بالأدوية النافعة في علاج الكبر والغضب من كتابنا المتقدم ذكره في أسرار معالم الدين 1 أو غيره من الكتب المؤلفة في ذلك . ولا ينبغي أن يخدعك الشيطان ، ويقول لك : أظهر الحق ولا تداهن فيه . فإنه أبدا يستجر الحمقى إلى الشر في معرض الخير ، فلا تكن ضحكه الشيطان يسخر بك . فإظهار الحق حسن مع من يقبل منه ، إذا وقع على وجه الاخلاص ، وذلك من طريق النصيحة بالتي هي أحسن لا بطريق المماراة . وللنصيحة صفة وهيأة ، ويحتاج فيها إلى التلطف ، وإلا صارت فضيحة ، فكان فسادها أعظم من صلاحها . ومن خالط متفقهة هذا الزمان ، والمتسمين بالعلم غلب على طبعه المراء والجدال ، وعسر عليه الصمت إذا ألقى عليه قرناء السوء أن ذلك هو الفضل . ففر منهم فرارك من الأسد . الثالث : أن لا يستنكف من التعلم والاستفادة ممن هو دونه في منصب أو سن أو شهرة أو دين أو في علم آخر ، بل يستفيد ممن يمكن الاستفادة منه ، ولا يمنعه ارتفاع منصبه وشهرته من استفادة ما لا يعرفه ، فتخسر صفقته ويقل علمه ويستحق المقت من الله تعالى ، وقد قال النبي صلى الله عليه وآله : الحكمة ضالة المؤمن ، فحيث وجدها فهو أحق بها 2 . .
1 - يعني كتاب " منار القاصدين في أسرار معالم الدين " الذي تقدم ذكره في أول الكتاب ، ولم نقف على نسخة له حتى اليوم . 2 - " سنن الترمذي " ج 15 / 51 ، كتاب العلم ( 42 ) ، الباب 19 ، الحديث 2687 ، " سنن ابن ماجة " ج 2 / 1395 ، كتاب الزهد ( 37 ) ، باب الحكمة ( 15 ) ، الحديث 4169 ، وفيهما : " الكلمة الحكمة " بدل " الحكمة " ، و " بحار الأنوار " ج 2 / 99 ، الحديث 58 ، نقلا عن " أمالي الطوسي " وفيه : " كلمة الحكمة " وانظر أيضا " أمالي الطوسي " ج 2 / 238
نام کتاب : منية المريد نویسنده : الشهيد الثاني جلد : 1 صفحه : 173