نام کتاب : منية المريد نویسنده : الشهيد الثاني جلد : 1 صفحه : 146
وبالجملة ، فمعرفة حقيقة الاخلاص ، والعمل به بحر عميق يغرق فيه الجميع إلا الشاذ النادر المستثنى في قوله تعالى : إلا عبادك منهم المخلصين . 1 فليكن العبد شديد التفقد والمراقبة لهذه الدقائق ، وإلا التحق بأتباع الشياطين وهو لا يشعر 2 . والامر الثاني : استعمال ما يعلمه كل منهما شيئا فشيئا ، فإن العاقل همه الرعاية ، والجاهل همه الرواية ، وقد روي عن علي عليه السلام أنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله : العلماء رجلان : رجل عالم آخذ بعلمه ، فهذا ناج ، وعالم تارك لعلمه ، فهذا هالك . وإن أهل النار ليتأذون من ريح العالم التارك لعلمه . وإن أشد أهل النار ندامة وحسرة رجل دعا عبدا إلى الله تبارك وتعالى فاستجاب له وقبل منه ، فأطاع الله فأدخله الجنة ، وأدخل الداعي النار بتركه علمه ، واتباعه الهوى ، وطول الامل ، أما اتباع الهوى فيصد عن الحق ، وطول الامل ينسي الآخرة 3 . وعن أبي عبد الله عليه السلام قال : إن العالم إذا لم يعمل بعلمه زلت موعظته عن القلوب كما يزل المطر عن الصفا 4 . وجاء رجل إلى علي بن الحسين عليهما السلام فسأله عن مسائل ، فأجاب ، ثم عاد ليسأل مثلها ، فقال علي بن الحسين عليهما السلام : مكتوب في الإنجيل : لا تطلبوا علم ما لا تعلمون ولما تعملوا بما علمتم ، فإن العلم إذا لم يعمل به لم يزد صاحبه إلا كفرا ، ولم يزدد من الله إلا بعدا 5 . .
1 - سورة الحجر ( 15 ) : 40 . 2 - لاحظ " إحياء علوم الدين " ج 4 / 325 . 3 - " الكافي " ج 1 / 44 ، كتاب فضل العلم ، باب استعمال العلم ، الحديث 1 . 4 - " الكافي " ج 1 / 44 ، كتاب فضل العلم ، باب استعمال العلم ، الحديث 3 . 5 - " الكافي " ج 1 / 44 ، كتاب فضل العلم ، باب استعمال العلم ، الحديث 4 ، وفيه : " لم يزدد صاحبه " بدل " لم يزد صاحبه "
نام کتاب : منية المريد نویسنده : الشهيد الثاني جلد : 1 صفحه : 146