نام کتاب : منية المريد نویسنده : الشهيد الثاني جلد : 1 صفحه : 145
إن الله يؤيد هذا الدين بالرجل الفاجر 1 . فلا ينبغي أن يغتر بهذه التلبيسات ، فيشتغل بمخالطة الخلق حق يتربى في قلبه حب الجاه والثناء والتعظيم ، فإن ذلك بذر النفاق ، وقال صلى الله عليه وآله : حب الجاه والمال ينبت النفاق في القلب كما ينبت البقل 2 . وقال صلى الله عليه وآله : ما ذئبان ضاريان أرسلا في زريبة غنم بأكثر فسادا فيها من حب الجاه والمال في دين المرء المسلم . 3 فليكن فكره في التفطن لخفايا هذه الصفات من قلبه ، وفي استنباط طريق الخلاص منها ، فإن الفتنة والضرر بهذه الصفات من العالم والمتعلم أعظم منها في غيره بمراحل ، فإنه مقتدى به فيما يأتي ويذر ، فيقول الجاهل : لو كان ذلك مذموما لكان العلماء أولى باجتنابه منا . فيتلبسون بهذه الأخلاق الذميمة . إلا أن بين الذنبين بونا بعيدا ، فإن الجاهل يأتي القيامة بذنبه ، والعالم يأتي بذنبه الذي فعله وذنب من تأسى به واقتدى بطريقته إلى يوم القيامة ، كما ورد في الأخبار الصحيحة 4 . .
1 - " صحيح مسلم " ج 1 / 106 ، كتاب الايمان ( 1 ) ، الباب 47 ، " مسند أحمد " ج 2 / 309 ، " سنن الدارمي " ج 2 / 241 ، " إحياء علوم الدين " ج 1 / 43 ، " مجمع الزوائد " ج 5 / 302 ، 303 ، ج 7 / 213 . 2 - " إحياء علوم الدين " ج 3 / 200 ، 241 " تنبيه الخواطر " ج 1 / 155 ، 256 . اعلم أن العراقي قال في " المغني " ج 3 / 200 - المطبوع بهامش " الاحياء " - : " حديث حب المال و . . . لم أجده بهذا اللفظ " . 3 - " سنن الدارمي " ج 2 / 304 ، " إحياء علوم الدين " ج 3 / 200 ، 241 ، " مسند أحمد " ج 3 / 456 ، " جامع بيان العلم وفضله " ج 2 / 14 - 15 - وفي هذه المصادر الأربعة : " جائعان " بدل " ضاريان " ، " تنبيه الخواطر " ج 1 / 155 ، 183 ، 256 . ومثله في " الكافي " - ج 2 / 297 ، كتاب الايمان والكفر ، باب طلب الرئاسة ، الحديث 1 - عن أبي الحسن عليه السلام . وانظر " مجمع الزوائد " ج 10 / 250 . 4 - لعله يريد الاخبار التي وردت بهذه المضامين ونحوها : أ ) " تحف العقول " / 217 ، عن أبي جعفر عليه السلام : " من علم باب هدى فله مثل أجر من عمل به ولا ينقص أولئك من أجورهم شيئا ، ومن علم باب ضلال كان عليه مثل أوزار من عمل به ولا ينقص أولئك من أوزارهم شيئا " ، ب ) " بحار الأنوار " ج 2 / 24 ، الحديث 75 ، نقلا عن " الاختصاص " : " قال العالم عليه السلام : من استن بسنة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها ، من غير أن ينقص من أجورهم شئ ، ومن استن بسنة سيئة فعليه وزرها ووزر من عمل بها من غير أن ينقص من أوزارهم شئ " ، ج ) " بحار الأنوار " ج 2 / 24 ، الحديث 76 - نقلا عن " نوادر الراوندي " - : بإسناده عن موسى بن جعفر عن آبائه عليهم السلام ، قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله : من يشفع شفاعة حسنة ، أو أمر بمعروف ، أو نهى عن منكر ، أو دل على خير ، أو أشار به فهو شريك ، ومن أمر بسوء ، أو دل عليه ، أو أشار به فهو شريك "
نام کتاب : منية المريد نویسنده : الشهيد الثاني جلد : 1 صفحه : 145