نام کتاب : مكاتيب الرسول نویسنده : الأحمدي الميانجي جلد : 1 صفحه : 678
يخالف سبيل الصحابة في الحفظ والاعتماد على الذاكرة . . . وها هو ذا الضحاك بن مزاحم أباح الكتابة سابقا . . . وها هو ذا يقول : " يأتي على الناس زمان تكثر فيه الأحاديث حتى يبقى المصحف بغباره لا ينظر فيه . . . " [1] يقول ابن الصلاح : " ثم إنه زال ذلك الخلاف وأجمع المسلمون على تسويغ ذلك وإباحته ، ولولا تدوينه في الكتب لدرس في الأعصر الحاضرة " [2] . ولعله إلى ذلك يشير ما تقدم عن أبي رية وعن الذهبي أنهم شرعوا في الكتابة سنة 105 أو 110 أو أول الدولة العباسية أو سنة 143 أو غير ذلك . 3 - الذي يظهر من تصفح الآثار وسبر الأخبار أنهم جمعوا الأحاديث النبوية وما جاء عن الصحابة أيضا ، قال صالح بن كيسان : " اجتمعت أنا والزهري ونحن نطلب العلم فقلنا : نكتب السنن ، فكتبنا ما جاء عن النبي ( صلى الله عليه وسلم ) ثم قال : نكتب ما جاء عن أصحابه ، فإنه سنة وقلت أنا : ليس بسنة فلا نكتبه ، فكتب ولم أكتب ، فأنجح وضيعت " . وفي رواية : " عن صالح : كنت أنا وابن شهاب ونحن نطلب العلم ، فاجتمعنا على أن نكتب السنن ، فكتبنا كل شئ سمعنا عن النبي ( صلى الله عليه وسلم ) ثم قال : اكتب بنا ما جاء عن أصحابه فقلت : لا ليس بسنة ، وقال هو بل هو سنة ، فكتب ولم أكتب فانجح وضيعت [3] . بل اشتغلوا بكتابة فتيا التابعين أيضا حتى قال مجاهد لأصحابه : " لا تكتبوا
[1] راجع السنة قبل التدوين : 333 ثم ذكر أسماء الذين رجعوا عن الكتابة ، أو محوا كتبهم عند موتهم كسعيد بن عبد العزيز وسفيان وحماد بن سلمة وخالد الحذاء وأبي قلابة . [2] السنة قبل التدوين : 336 . [3] راجع جامع بيان العلم 1 : 92 بسندين وتقييد العلم : 106 و 107 والمصنف لعبد الرزاق 11 : 258 وكنز العمال 10 : 178 وتهذيب تاريخ ابن عساكر 6 : 381 والطبقات 2 / ق 2 : 135 والمعرفة والتأريخ 1 : 641 .
نام کتاب : مكاتيب الرسول نویسنده : الأحمدي الميانجي جلد : 1 صفحه : 678