نام کتاب : مكاتيب الرسول نویسنده : الأحمدي الميانجي جلد : 1 صفحه : 597
وتدل الأحاديث والآثار على أنه ( صلى الله عليه وآله ) لما نزل الأمر بإبلاغ الولاية كان يخاف جانب هؤلاء الصارخين الضاجين ( أعني قريشا ) ويقول : " إن قومي قريبوا عهد بالجاهلية ، وفيهم تنافس وفخر ، وما منهم رجل إلا وقد وتره وليهم ، وإني أخاف أن يقولوا حابى ابن عمه ، وأن يطعنوا في ذلك " [1] . وتدل النصوص على أن خوف رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) كان من قريش ومن يدور في فلكها في صرف الأمر عن أمير المؤمنين ( عليه السلام ) حرصا على الوصول إلى السلطة أو حقدا عليه لما قد وترهم بأمر الله تعالى ورسوله ( صلى الله عليه وآله ) ، أو لما يرون من أن في ولاية علي ( عليه السلام ) بقاء الدين والنبوة الذي حاربوه سنين متطاولة وفي حطمه وصرف الولاية عنه وصول إلى ما يرومون من انهدام الدين ومحوه ومحقه ، هذا مما تصرح به النصوص الحاكية لأقوال المعارضين المنابذين ، ولكنه ( صلى الله عليه وآله ) أقدم وعزم على طاعة الله مع خوفه ووجله من قومه ، فلم يقدر كما تقدم حتى أنزل الله تعالى عليه العصمة من الناس ، فقام بهذه المهمة في غدير خم ، ولكن المعارضين أظهروا خلافهم ومنابذتهم بما يستطيعون ، قال جابر بن عبد الله الأنصاري رضي الله عنه : " إن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) نزل بخم ، فتنحى الناس عنه ، ونزل معه علي بن أبي طالب ، فشق على النبي ( صلى الله عليه وآله ) تأخر الناس عنه فأمر عليا ( عليه السلام ) فجمعهم ، فلما اجتمعوا قام فيهم متوسدا يد علي بن أبي طالب ، فحمد الله وأثنى عليه ثم قال : أيها الناس إنه قد كرهت تخلفكم عني حتى خيل إلي أنه ليس شجرة أبغض إليكم من شجرة تليني " [2] .
[1] راجع الغدير والمعارضون : 50 وما بعدها ( نقله عن مصادر كثيرة ) وراجع البرهان 2 : 146 وكنز الدقائق 3 : 137 و 140 و 158 ومجمع البيان 3 : 223 والدر المنثور 2 : 298 و 3 : 259 و 260 ونور الثقلين 2 وراجع اثبات الهداة 1 . [2] راجع العمدة لابن بطريق : 107 والطرائف : 145 وفي ط : 34 والبحار 37 : 133 عن الثعلبي والعمدة والطرائف - وفيها أن الناس كانوا ينحتون عن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) - وراجع الغدير والمعارضون : 52 ( عن مناقب علي بن أبي طالب للمغازلي : 25 والعمدة والغدير 1 : 22 عنه عن الثعلبي )
نام کتاب : مكاتيب الرسول نویسنده : الأحمدي الميانجي جلد : 1 صفحه : 597