responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مكاتيب الرسول نویسنده : الأحمدي الميانجي    جلد : 1  صفحه : 188


اعتذار يقدمون رجلا ويؤخرون أخرى حرصا على ملكهم .
مثل لعقلك نداءه يوم نادى قريشا بقوله ( صلى الله عليه وآله ) : " قولوا لا إله الا الله تفلحوا " فلبته القلوب الحية الخاضعة للحق ، وقبله إنسان مكة ، وآمنوا وأسلموا حتى رجع إليها أشراف قريش وعاتبوهم ولاموهم وقرعوهم بسياط العصبية ، فأرجعوهم وراءهم القهقرى ، قال المسور بن مخرمة الزهري : " لما أظهر رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) الإسلام ، أسلم أهل مكة كلهم ، وذلك قبل أن تفرض الصلاة ، حتى إذا كان يقرأ السجدة ما يستطيع أن يسجد [1] حتى قدم رؤساء قريش : الوليد بن المغيرة وأبو جهل بن هشام وغيرهما - وكان بالطائف في أراضيهم - فقالوا : تدعون دين آبائكم ؟ ! ! فكفروا " [2] . فترى نداءه نداء التوحيد يوقظ الشعور السليمة ويؤثر .
مثل لعقلك هذا النداء ونداءه بعد حقب من الدهر يدعو ملوك الدنيا إلى الله تعالى :
* ( تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم ألا نعبد الا الله . . ولا يتخذ بعضنا بعضا أربابا من دون ) * يدعو إلى التحرر من كل شئ دون الله تعالى ، ويدعو إلى الخروج عن عبودية كل شئ إلى العبودية لله تعالى ، تجد صدى ذاك في جبال مكة تقرع الآذان ، وترى هذا يقرأ في قصور الملوك يهز كل سامع ويوقظ كل ضمير حي ، وكلاهما نداء واحد يملآن القلوب رعبا وتحس الأفئدة منهما رأفة وحنانا ، وتجدهما نداء والد شفيق يدعو ولده بعطف وحنان ونداء إلهيا توجل القلوب منه وتصدع ، فنداؤه في مكة أوجد هيوجا وانقلابا روحيا يتصل بانقلاب ظاهري مادي وإيمان صلب يقاتل ويناضل ، ونداؤه في السنة السابعة أيقظ الشعور الحية في العرب والعجم في قبائلهم وقصورهم ومجالسهم ، فلم يتمالكوا أن خضعوا له ولبوه أو استسلموا متخذين جانب الصلح والاستسلام ، لبوه بالكتب المملوءة بالإكرام والإعظام



[1] في نقل يحيى بن معين : " حتى إن كان ليقرأ بالسجدة فيسجدون وما يستطيع بعضهم أن يسجد من الزحام وضيق المكان لكثرة الناس حتى قدم رؤوس قريش " .
[2] المستدرك للحاكم 3 : 490 وتاريخ يحيى بن معين 3 : 53 / 212 .

نام کتاب : مكاتيب الرسول نویسنده : الأحمدي الميانجي    جلد : 1  صفحه : 188
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست