وقال الطبري : " أتى عمر بن الخطاب منزل علي وفيه طلحة والزبير ورجال من المهاجرين فخرج عليه الزبير مصلتا بالسيف فعثر فسقط السيف من يده فوثبوا عليه فأخذوه [1] " . وعلي يقول : أنا عبد الله وأخو رسول الله ، حتى انتهوا به إلي أبي بكر فقيل له بايع ، فقال : أنا أحق بهذا الامر منكم لا أبايعكم وأنتم أولى بالبيعة لي ، أخذتم هذا الامر من الأنصار واحتججتم عليهم بالقرابة من رسول الله فأعطوكم المقادة وسلموا إليكم الامارة ، وأنا أحتج عليكم بمثل ما احتججتم به على الأنصار ، فانصفونا إن كنتم تخافون الله من أنفسكم واعرفوا لنا من الامر مثل ما عرفت الأنصار لكم وإلا فبوءوا بالظلم وأنتم تعلمون . فقال عمر : إنك لست متروكا حتى تبايع ، فقال له علي : احلب يا عمر حلبا لك شطره اشدد له اليوم أمره ليرد عليك غدا . لا والله ، لا أقبل قولك ولا أتابعه ، فقال له أبو بكر : فإن لم تبايعني لم أكرهك . فقال له أبو عبيدة . يا أبا الحسن انك حدث السن وهؤلاء مشيخة قريش قومك ليس لك مثل تجربتهم ومعرفتهم بالأمور ، ولا أرى أبا بكر إلا أقوى على هذا الامر منك وأشد احتمالا له واضطلاعا به ، فسلم له هذا الامر وارض به فإنك إن تعش ويطل عمرك فأنت لهذا الامر لخليق وعليه حقيق في فضلك وقرابتك وسابقتك وجهادك . فقال علي : يا معشر المهاجرين الله الله ، لا تخرجوا سلطان محمد عن داره وبيته إلى بيوتكم ودوركم ولا تدفعوا أهله عن مقامه في الناس وحقه ، فوالله يا معشر المهاجرين لنحن أهل البيت أحق بهذا الامر منكم ما كان منا القارئ لكتاب الله الفقيه لدين الله العالم بالسنة المضطلع بأمر الرعية . والله إنه لفينا فلا تتبعوا الهوى فتزدادوا من الحق بعدا . فقال بشير بن سعد : " لو كان هذا الكلام سمعته منك الأنصار يا علي قبل بيعتهم لأبي بكر ما اختلف عليك اثنان ، ولكنهم قد بايعوا " وانصرف علي إلى منزله ولم يبايع . رواه أبو بكر الجوهري كما في شرح النهج 6 / 285 . وروى أبو بكر الجوهري أيضا وقال : " ورأت فاطمة ما صنع بهما - أي بعلي والزبير - فقامت على باب الحجرة
[1] الطبري 2 / 443 و 444 و 446 ( وط . أوروبا 1 / 1818 و 1820 و 1822 ) وقد أورده العقاد في عبقرية عمر ص 173 ، وذكر كسر سيف الزبير المحب الطبري في الرياض النضرة 167 ، والخميس ، 1 / 188 ، وابن أبي الحديد ج 1 / 122 و 132 و 134 و 58 و ج 6 في الصفحة الثانية ، وكنز العمال ج 3 ص 128 .