responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : معالم المدرستين نویسنده : السيد مرتضى العسكري    جلد : 1  صفحه : 116


تكلم أبو بكر - بعد أن منع عمر عن الكلام - وحمد الله وأثنى عليه ثم ذكر سابقة المهاجرين في التصديق بالرسول دون جميع العرب ، وقال : " فهم أول من عبد الله في الأرض وآمن بالرسول وهم أولياؤه ، وعشيرته ، وأحق الناس بهذا الامر من بعده ، ولا ينازعهم ذلك إلا ظالم " ، ثم ذكر فضيلة الأنصار ، وقال : " فليس بعد المهاجرين الأولين عندنا بمنزلتكم ، فنحن الامراء . وأنتم الوزراء " .
فقام الحباب بن المنذر ، وقال : " يا معشر الأنصار أملكوا عليكم أمركم فإن الناس في فيئكم ، وفي ظلكم ، ولن يجترئ مجترئ على خلافكم ولا تختلفوا ، فيفسد عليكم رأيكم ، وينتقض عليكم أمركم . فان أبى هؤلاء إلا ما سمعتم ، فمنا أمير ومنهم أمير " .
فقال عمر : هيهات ! لا يجتمع اثنان في قرن . . . والله لا ترضى العرب أن يؤمروكم ونبيها من غيركم . ولكن العرب لا تمتنع أن تولي أمرها من كانت النبوة فيهم ، وولي أمورهم منهم . ولنا بذلك على من أبى الحجة الظاهرة ، والسلطان المبين من ذا ينازعنا سلطان محمد وإمارته ، ونحن أولياؤه وعشيرته [1] إلا مدل بباطل أو متجانف لاثم أو متورط في هلكة .
فقام الحباب بن المنذر [2] وقال : يا معشر الأنصار املكوا على أيديكم ولا تسمعوا مقالة هذا وأصحابه فيذهبوا بنصيبكم من هذا الامر ، فإن أبوا عليكم ما سألتموهم ، فاجلوهم عن هذه البلاد ، وتولوا عليهم هذه الأمور ، فأنتم والله أحق بهذا الامر منهم ، فإنه بأسيافكم دان لهذا الدين من لم يكن يدين به . انا جذيلها المحكك [3]



[1] لما سمع علي بن أبي طالب هذا الاحتجاج من المهاجرين قال : احتجوا بالشجرة وأضاعوا الثمرة ، النهج وشرحه ج 2 في الصفحة الثانية منه .
[2] الحباب بن المنذر بن الجموح بن زيد بن حرام بن كعب بن غنم بن كعب بن سلمة الأنصاري شهد بدرا وما بعدها ، وتوفي في خلافة عمر ، الاستيعاب ج 1 / 353 والإصابة ج 1 / 302 وأسد الغابة 1 / 364 ونسبه في جمهرة ابن حزم ص 359 .
[3] جذيلها ، تصغير الجذل : أصل الشجرة والمحكك عود ينصب في مبارك الإبل لتتمرس به الإبل الجربى .

نام کتاب : معالم المدرستين نویسنده : السيد مرتضى العسكري    جلد : 1  صفحه : 116
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست