نام کتاب : مسند الإمام علي ( ع ) نویسنده : السيد حسن القبانجي جلد : 0 صفحه : 82
الشهيدين العلاّمة السيد عزّ الدين القبانچي والعلاّمة السيد عماد الدين الطباطبائي عام 74 م ، إلاّ أنه ظل يمارس عمله التوجيهي الخطابي في المحافل الحسينيّة أيام شهر رمضان المبارك وشهر محرم الحرام في مختلف مدن العراق . لقد كان منبره الصامت ناطقاً بإدانة البعث وإجرامية حكومته ، فما أن يرقى المنبر حتّى تسيل الدموع لمشهده وهو أب وخال لأول شهيدين من علماء النجف الأشرف . ولا يتكلم حتّى يذكّر الناس بمنهج الصبر والتضحية من ناحية ، ومظلومية التشيّع وعلماء الدين ورجال المنبر الحسيني من ناحية ثانية . لقد طلبت منه دوائر أمن السلطة أن يمدح النظام والحزب والقيادة البعثية لكنه رفض أن يخضع لكل هذه الضغوط المتعدّدة ، فكان يقول : " خدمة الظالم بقلم مكسور حرام " . فلم تصدر منه كلمة واحدة على الاطلاق بمدحهم وحتّى على سبيل التورية . ولم يطق البعثيون المجرمون أن يشهدوا مثل هذا الصمود والعناد والشموخ حتّى منعوه من ارتقاء المنبر وحظروا عليه أيّ تحرك في وسط الجمهور الحسيني . وظل رجل الصبر جليس داره ، عاكفاً على الكتابة والتأليف لسنوات طوال . وكان أخطر ما يخاف منه هو أن تُستلب منه كلمة لصالح النظام على منبر أو من على شاشة التلفزيون . فلقد عمد البعثيون على جرّ عشرات من رجال العلم ليظهروا وراء شاشة التلفزيون في مجالس مكرّسة لدعم النظام وتأييده . واستخدموا كل أساليب الإكراه والقسوة والعنف حتّى طاردوا العلماء وهم في بيوتهم ، وهدّدوهم بأنفسهم وأعراضهم وأولادهم . فلقد لاحقتهم الدعوات إلى منازلهم ، ولاحقهم رجال الأمن وهم في طريقهم
مقدمة التحقيق 69
نام کتاب : مسند الإمام علي ( ع ) نویسنده : السيد حسن القبانجي جلد : 0 صفحه : 82