نام کتاب : مسند الإمام علي ( ع ) نویسنده : السيد حسن القبانجي جلد : 0 صفحه : 81
يعايش تضحيات أولاده وأهل بيته جميعاً ، فأغلب أبناءه ( الأولاد والبنات ) قد دخلوا السجن على أيدي البعثيين . وكان عندما يتلقّى نبأ استشهاد أحد أولاده يزداد صموداً وثباتاً ، فنراه عندما وصل إليه خبر استشهاد ولده الثالث ( السيد صادق ) قال لزوجته العلوية أمّ الشهداء : " إنني أصبحت اليوم مسروراً وأرجو أن تكون قد وجبت لنا الجنة وحرمت علينا النار ، فقد أصبحتُ أباً ، وأصبحتِ أماً لثلاثة شهداء " . نعم ، قد لا نعرف قيمة هذا الموقف ، ولا نعرف عظمة الشخصية التي انطوت عليها أضلاع هذا الرجل . انّ استقبال الشهادة بهذا الشكل يمثّل حالة نادرة جداً ، وقد لا نعرف لها نظيراً في تاريخ العراق المعاصر إذا عرفنا طبيعة الأجواء التي حدثت فيها . فلم تكن الشهادة يومئذ في مفهوم الناس ، وحتّى الوسط الديني إلاّ خسارة ونكبة ، كما لم يكن السجن والاعتقال إلاّ من شأن المجرمين والفاسدين ولا يليق بساحة المؤمنين . في مثل هذا الوسط كانت مفاهيم الجهاد والشهادة والتضحية غريبة ، وكان رجالها غرباء ، ومن هنا فقد كان ألم الغربة أشد من ألم السجن والفراق والتضحية بالأولاد على قلب العلاّمة المضحّي السيد القبانچي . * * * ومهما يكن الأمر فانّ كل هذه التضحيات لم تزده إلاّ صبراً واحتساباً وايماناً ، ولم تُسمع منه كلمة واحدة يندب فيها حظَّه ، ويندم على ما أصابه ، ولم تسمع منه كلمة واحدة يندّد فيها بمواقف أولاده البطولية والجهاديّة . 3 - المواقف المباشرة : له مواقف مباشرة ضدّ البعثيين ، فلقد بادرت سلطات البعث الحاقدة إلى منع السيد القبانچي من السفر إلى خارج العراق بعد استشهاد
مقدمة التحقيق 68
نام کتاب : مسند الإمام علي ( ع ) نویسنده : السيد حسن القبانجي جلد : 0 صفحه : 81