نام کتاب : مسند الإمام علي ( ع ) نویسنده : السيد حسن القبانجي جلد : 0 صفحه : 80
الذين فتحوا طريق الشهادة وركبوا أعواد المشانق عام 1974 م مع مجموعة الشهداء الخمسة في العراق [1] . بل ظلَّ صامداً ، محتسباً ، مواجهاً كلّ الضغوط المتعدّدة من السلطة أو من الجوّ العام الذي كان لا يطيق هذه الصدمة ، وحتّى من الأصدقاء والأقرباء . وبدلا عن أن يَفد إليه الأصدقاء معزّين ومشجّعين ومصبّرين كانت القطيعة والتحاشي والإعراض هو الموقف الذي اتّخذه الكثيرون حتّى من المحبّين بالطبع . ومن هنا فقد كان السيد القبانچي يَشعر بالغربة في ذلك المحيط ، فكان يقول : " إني أشعر بأني غريب في النجف " . إلاّ أنه مع كل هذه المرارة القاسية جداً لم يتراجع عن الموقف ، وكان يذكر دائماً مع نفسه ومع الآخرين مصيبة الإمام الحسين ( عليه السلام ) بولده على الأكبر ( عليه السلام ) ويتسلى بهذا الذكر . وإنّ هذه الأحداث لم تولّد عند السيد القبانچي ردود فعل سلبيّة ، ولم يفرض عليه حالة العزلة ، ولا دفعه للانسحاب عن خطّ التصدّي والمواجهة بنفسه أو بأبنائه فنراه عندما عُرض عليه أن يلتقي بمحافظ النجف البعثي يومئذ في محاولة لمدّ جسور المحبة والعلاقة الايجابيّة ولو على سبيل التقيّة ، رفض ذلك وقال : " يطلبون منّي أن أزور هؤلاء الكلاب ، والله لو قتلوا أولادي التسعة لما تقرّبت إليهم " . وبهذه الروح القوية والايمان العالي استمرّ السيد القبانچي بصموده وهو
[1] - قبل إعدام الشهيدين كان السيد الإمام الخميني قد أبرق إلى أحمد حسن البكر قائلا : " لا يكون شاه إيران قدوة لك ، وهؤلاء أولاد رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ، وأرجو أن تحفظ صلتهم برسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) باطلاق سراحهم - وليس بالعفو عنهم - لا تفتح عليك باب قتل العلماء كما فعل الشاه " . وكانت هناك برقيات أخرى رُفعت للنظام من قبل مراجع الدين في النجف الأشرف من السيد الخوئي والسيد عبد الله الشيرازي والشيخ مرتضى آل ياسين ، وكانت برقية الإمام أشدّها لحناً وكان الإمام قد طلب اتصالا تلفونياً مباشراً مع أحمد حسن البكر عبر محافظ النجف يومئذ إلاّ أنه امتنع من ذلك .
مقدمة التحقيق 67
نام کتاب : مسند الإمام علي ( ع ) نویسنده : السيد حسن القبانجي جلد : 0 صفحه : 80