نام کتاب : مسند الإمام علي ( ع ) نویسنده : السيد حسن القبانجي جلد : 0 صفحه : 25
وترويجها وإذاعتها بين الخاصّة والعامّة ، لتقف عليها الطلاّب ، ومنها : الترغيب والتّشويق لمطالعة الكتب ، فانّ الرغبة في المطالعة من أكبر النّعم التي خصّ بها نوع الإنسان . ومن فوائدها : الدّلالة على اعتبار الأوّلين لكتب العلم ، والتّنويه بشأنها وتعظيم قدرها ، وإعلائها ، فانّ كتبهم تحمل علومهم ومعارفهم ، وتذيعها في الخافقين ، وتقرّبها من طلاّبها دانية القطوف ، قريبة الجَنا ، والمرء يفخر وينافس أقرانه إذا لقي رجلا من كبار العلماء ، وحادثه ساعةً من الزّمان ، فكيف إذا استطاع أن يقيم معه ويحادثه مدّة حياته ؟ وهكذا من نظر في كتب الحديث ، فهو محادث للنبيّ ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ومطّلع على هديه وأخباره ، كما لو ساكنه وعاشره وشافهه ، وما أقربه وأيسره لمن روى تلك الكتب ودراها ، وهكذا يقال في بقيّة الجوامع الحديثية ، وما أرقّ ما قاله الوزير لسان الدّين بن الخطيب في مقدّمة كتابه " الإحاطة في أخبار غرناطة " : " إنّ الله عزّ وجلّ جعل الكتب لشوارد العلم قيداً ، وجوارحَ اليراع تثير في سهول الرقاع صيداً ، ولولا ذلك لم يشعر آت في الخلق بذاهب ، ولا اتّصل بغائب ، فماتت الفضائل بموت أهليها ، وأفلت نجومها عن أعين مجتليها ، فلم يُرجَع إلى خبر يُنقل ، ولا دليل يُعقل ، ولا سياسة تكتسب ، فهدى سبحانه وألهم ، وعلّم الإنسان ما لم يعلم ، حتّى ألفينا المراسم قائدة ، والمراشد هادية ، والأخبار منقولة ، والأسانيد موصولة ، والأصول محرّرة ، والتّواريخ مقرّرة ، والسّير مذكورة ، والآثار مأثورة ، والفضائل من بعد أهلها باقية ، والمآثر قاطعة شاهدة ، كأن نهار القرطاس ، وليل المداد ، ينافسان اللّيل والنّهار في عالَم الكون والفساد ، فمهما طويا شيئاً وأما بنشره ، أو دفنا ذكراً دعوا إلى نشره " . ولا يظنن ظانٌّ بأعلام الشّيعة وأئمّتهم أنّهم لم يألّفوا مسانيد كغيرهم قاصداً بذلك النّيل منهم والحطّ من كرامتهم ونسبتهم إلى الإهمال ، فإنّهم ( رحمهم الله ) وإن لم يسمّوا مؤلّفاتهم الحديثية بأسماء ( مسانيد ) لكنّهم سمّوها بأسماء أخرى ، فهي مسانيد
مقدمة التحقيق 110
نام کتاب : مسند الإمام علي ( ع ) نویسنده : السيد حسن القبانجي جلد : 0 صفحه : 25