نام کتاب : مسند الإمام علي ( ع ) نویسنده : السيد حسن القبانجي جلد : 0 صفحه : 100
وقال ( عليه السلام ) أيضاً : " القلب يتّكل على الكتابة " وقال ( عليه السلام ) أيضاً : " إحفظوا كتبكم فإنكم ستحتاجون إليها " وقال ( عليه السلام ) للمفضل بن عمر : " أكتب وبثّ علمك في إخوانك فان صتّ فأورث كتبك بنيك ، فإنه يأتي على النّاس زمان هرج لا يأنسون إلاّ بكتبهم " والمراد بالكتب في الحديثين الأخيرين الأحاديث المروية عنهم ( عليهم السلام ) وقوله ( عليه السلام ) : " ستحتاجون إليها " أي لفقد من تسألونه من الأئمة ( عليهم السلام ) من جهة شدّة التقيّة أو حصول الغيبة ، فينحصر أخذكم للأحكام بالكتب ، وكذا قوله ( عليه السلام ) : " يأتي على الناس زمان هرج ، الخ " أي زمان فتنة وقتل وخوف فلا يكون لهم مفزع في أخذ الأحكام إلاّ كتبهم . وجاء في كتاب ( تقييد العلم ) للخطيب البغدادي ( ص 89 ) بسنده عن علي ( عليه السلام ) أنه قال : " قيّدوا العلم قيّدوا العلم " مرّتين ، وفي رواية أخرى : " قال عليّ ( عليه السلام ) : قيّدوا العلم بالكتاب " وفي رواية أخرى : " جمع الحسن بن علي ( عليه السلام ) بنيه وبني أخيه فقال : يا بنيّ إنكم اليوم صغار قوم أوشك أن تكونوا كبار قوم فعليكم بالعلم ، فمن لم يحفظ منكم فليكتبه " . " فالتصانيف إذن هي الخزائن العامرة ، والمدارس السيّارة ، تلقي دروسها على الحاضر والغابر ، وتنفح في الأمة روح العلم والمعرفة ، ولكن ليس كلّ من حرّك بالقلم أصابعه ينال الفوز والنجاح في حلبة التّصنيف ، فربّ مؤلّف يكون أثره الباقي عاراً عليه إلى الأبد ، وسبّةً في وجه الدهر ، يعوق منه جبين العلم ، وتندى به جبهة الحقائق ، وكم من كتابة يقصد بها صاحبها الخير فتعود على حياة الأمّة شرّاً ووبالا ، ويكون إثمها أكبر من نفعها ، فان عثرة القلم أدهى وأمرّ ، وأشدّ وأفظع من عثرة اللّسان ، وكم من مادٍّ بيمينه ، وناقش بيراعه لا يأتي إلاّ بما سبقه إليه الأوّلون ، فلا يكون غير صدىً يتبع الصّوت في الآذان ، فلا يلبث هنيئة إلاّ وقد انمحى ذكره ، وذهب عن الأسماع أثره ، ولذا أصبح حماة العلم والنّاظرون إلى الحقيقة من كَثَب
مقدمة التحقيق 87
نام کتاب : مسند الإمام علي ( ع ) نویسنده : السيد حسن القبانجي جلد : 0 صفحه : 100