نام کتاب : مسألة في الإرادة نویسنده : الشيخ المفيد جلد : 1 صفحه : 12
من الله تعالى إحداثه الفعل لا غير ذلك ، لأنه جل اسمه لا يهم ولا يتفكر ) . قال شيخنا [ المفيد ] رحمه الله : " وهذا نص من مولانا عليه السلام على اختياري في وصف الله تعالى بالإرادة ، وفيه نص على مذهب لي آخر منها ، وهو : أن إرادة العبد تكون قبل فعله ، وإلى هذا ذهب البلخي . والقول في تقدم الإرادة للمراد كالقول في تقدم القدرة للفعل ، وقول الإمام عليه السلام في الخبر المتقدم أن الإرادة من الخلق الضمير وما يبدو لهم بعد الفعل صريح في وجوب تقدمها للفعل ، إذ كان الفعل يبدو من العبد بعدها ، ولو كان الأمر فيها على مذهب الجبائي لكان الفعل باديا في حالها ، ولم يتأخر بدوه إلى الحال التي هي بعد حالها . فصل : إعلم أنا نذهب إلى أن الإرادة تتقدم المراد كتقدم القدرة للمقدور ، غير أن الإرادة موجبة للمراد ، والقدرة غير موجبة للمقدور ، والإرادة لا تصلح إلا للمراد دون ضده وليس كذلك القدرة لأنها تصلح أن يفعل الشئ بها فضده بدلا منه ، والجميع أعراض لا يصح بقاؤها . فصل معنى القول في أن الإرادة موجبة : معنى قولنا في الإرادة أنها موجبة ، هو أن الحي متى فعل الإرادة لشئ ، وجب وجود ذلك الشئ ، إلا أن يمنعه منه غيره ، فأما أن يمتنع هو من مراده فلا يصح ذلك . ومن الدليل على صحة ما ذكرناه أنه قد ثبت تقدم الإرادة على المراد ، لاستحالة أن يريد الإنسان ما هو فاعل له في حال فعله ، فيكون مريدا للموجود ، كما يستحيل أن يقدر على الموجود . وإذا ثبت أن الإرادة متقدمة للمراد لم يخل أمر المريد لحركة يده من أن يكون واجبا وجودها عقيب الإرادة
نام کتاب : مسألة في الإرادة نویسنده : الشيخ المفيد جلد : 1 صفحه : 12