نام کتاب : مسألة في الإرادة نویسنده : الشيخ المفيد جلد : 1 صفحه : 11
فإن قيل : إن الإنسان يدرك ألم الصداع في موضعه ضرورة . قلنا : فلم نركم أشرتم إلى حاسة بعينها أدركه بها ؟ . ولنا أن نقول : وكذلك المريد في الحقيقة ، يعلم بتغير حسه ، ويدرك ذلك من نفسه ضرورة . ( فصل ) من كلام شيخنا المفيد رضي الله تعالى عنه في الإرادة . قال : الإرادة من الله جل اسمه نفس الفعل ، ومن الخلق الضمير وأشباهه مما لا يجوز إلا على ذوي الحاجة والنقص . وذاك أن العقول شاهدة بأن القصد لا يكون إلا بقلب ، كما لا تكون الشهوة والمحبة إلا لذي قلب ، ولا تصح النية والضمير والعزم إلا على ذي خاطر يضطر معها في الفعل الذي يغلب عليه إلى الإرادة له ، والنية فيه والعزم . ولما كان الله تعالى يجل عن الحاجات ، ويستجيل عليه الوصف بالجوارح والآلات ، ولا يجوز عليه الدواعي والخطرات ، بطل أن يكون محتاجا في الأفعال إلى القصود والعزمات ، وثبت أن وصفه بالإرادة مخالف في معناه لوصف العباد ، وأنها نفس فعله الأشياء ، وإطلاق الوصف بها عليه مأخوذ من جهة الاتباع دون القياس ، وبذلك جاء الخبر عن أئمة الهدى عليهم السلام . قال شيخنا المفيد رحمه الله : " أخبرني أبو القاسم جعفر بن محمد بن قولويه عن محمد بن يعقوب الكليني عن أحمد بن إدريس عن محمد بن عبد الجبار عن صفوان بن يحيى قال : قلت لأبي الحسن عليه السلام : ( أخبرني عن الإرادة من الله تعالى ومن الخلق ؟ . فقال : الإرادة من الخلق الضمير وما يبدو لهم بعد ( كذا ) الفعل ، والإرادة
نام کتاب : مسألة في الإرادة نویسنده : الشيخ المفيد جلد : 1 صفحه : 11