العرب واحد [1] . وقال أبو بكر محمد بن القاسم الأنباري في كتابه المعروف بتفسير المشكل في القرآن ، في ذكر أقسام المولى : ان المولى والولي الأولى بالشئ ، واستشهد على ذلك بالآية المقدم ذكرها وببيت لبيد وغيره من الشعر وهو هذا : كانوا موالي حق يطلبون به * فأدركوه وما ملوا ولا لعبوا وروي في الحديث : أيما امرأة تزوجت بغير اذن مولاها فنكاحها باطل [2] . والمعلوم أن المراد بمولاها وليها والذي هو أولى الناس بها ، والأخطل هو أحد شعراء العرب وممن لا يطعن عليه في معرفة ، ولا ميل له إلى مذهب الاسلام [3] . وقد حكي عن المبرد أنه قال : الولي الذي هو الأحق والأولى ، ومثله المولى ، فتجعل الثلاث عبارات لمعنى واحد [4] . ولا يصح حمل قوله عليه السلام ( من كنت مولاه فعلي مولاه ) الا على أحد الأولين ، كما لا يخفى ، إذ لا اشتباه في غير الناصر في أنه لا يمكن أن يكون مرادا . وأما الناصر ، فان أريد به مطلق النصرة من إقامة البراهين والحجج ، والهداية ، وحفظ الشريعة ، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، وإقامة الحدود ، وفصل الدعاوي ، وغيرها من الأمور الدينية ، كما كان شأن النبي صلى الله عليه وآله فيرجع إلى المعنيين الأولين . وان أريد به معنى غير ما ذكر ، فغير مناسب للمقام ، ولا يجوز أن يكون مرادا ، لما ذكرنا في بطلان الوجه الأول . ومما يزيد بيانا لبطلان الوجهين ، نزوله صلى الله عليه وآله في غير محل النزول وفي غير وقته ،