إلا طلب ، واشتري منه نسخ الخ » [1] . وكتب ابن الجنيد كتابه الكبير ( تهذيب الشيعة لأحكام الشريعة ) المشتمل على عدة كتب ، عدها النجاشي عند ترجمته [2] ، واختصره في كتابه ( الأحمدي في الفقه المحمدي ) . قال السيد بحر العلوم في ابن أبي عقيل : « وهو أول من هذّب الفقه ، واستعمل النظر ، وفتق البحث عن الأصول ، والفروع في ابتداء الغيبة الكبرى . وبعده الشيخ الفاضل ابن الجنيد ، وهما من كبار الطبقة السابقة ، وابن أبي عقيل أعلى منه طبقة الخ » [3] . ولكن كتب هذين العلمين لم تصل إلينا ، وإنما نقل القدماء عنهما فتاوى خالية من الدليل غالباً . وكثير منها نادر انفردا به . بالإضافة لما اشتهر من عمل ابن الجنيد بالقياس ، فلا يركن إلى قوله . قال النجاشي : « وسمعت شيوخنا الثقات يقولون عنه إنه كان يقول بالقياس » [4] . وقال الشيخ الطوسي فيه : « . . . كان يرى القول بالقياس ، فتركت لذلك كتبه ، ولم يعوّل عليها الخ » [5] . وعليه فأقدم كتاب استدلال وصل إلينا هو المبسوط للشيخ الطوسي بل تشير مقدمته إلى أنه أول كتاب ألف لهذا الغرض ، بعد الغض عما كتبه الشيخان القديمان ، حيث ورد فيها « . . . فاني لا أزال أسمع معاشر مخالفينا من المتفقهين ، والمنتسبين إلى علم الفروع يستحقرون فقه أصحابنا الإمامية ، ويستنزرونه ، وينسبونه إلى قلة الفروع ، وقلة المسائل . ويقولون إنهم أهل حشو ، ومناقضة ، وإن من ينفي القياس ، والاجتهاد لا طريق له إلى كثرة المسائل ، ولا التفريع على الأصول . . . وكنت على قديم
[1] رجال النجاشي ص 35 - 36 [2] رجال النجاشي ص 273 [3] رجال السيد بحر العلوم ج 2 ص 220 [4] رجال النجاشي ص 276 [5] الفهرست للشيخ الطوسي ص 134