وعليه دين كثير ، فما رأيك ؟ . فقال ( ع ) : رضي اللّه عن أبيك ، ورفعه مع محمد ، وأهله . قضاء دينه خير له ، إن شاء اللّه تعالى » . قال الشيخ المامقاني بعد نقلها : « فإنه لا يعقل مثل هذا الدعاء من الإمام ( ع ) للواقفي أو الإمامي الغير المتقي » [1] . لكن يوهنه أولاً : ضعف سند الرواية ، فلا تصلح مدركاً لأي حكم وثانياً : منافاتها للروايات العديدة الصادرة عن أبي الحسن الرضا ( ع ) في ذم البطائني ، والتنديد به ، وأنه كاذب ، ومشرك ، ومعذب في الآخرة وأن قبره قد امتلأ ناراً . فكان الإمام ( ع ) مهتماً في الاعلان عن عظم جرمه ، فلا يمكن عادة صدور مضمون هذه الرواية عنه ، بحيث يدعو للبطائني - بعد الترضي عليه - بأن يرفعه اللّه مع محمد ، وآله ( ص ) في الدرجة التي لا يبلغها إلا المخلصون من الأتقياء . والذي يقوى في النفس أن الحسن بن علي بن أبي حمزة ، لما رأى كثرة الروايات الصادرة عن الإمام الرضا ( ع ) في ذم أبيه ، وتعذيبه بعد موته عظم عليه ذلك ، فروى هذا الترضي ، والدعاء نصرة لأبيه . وليس بالغريب بعدما كان ضعيفاً ، ومتهماً بالكذب . وثالثاً : أن الترضي ، والترحم على الميت لا يدل على وثاقة أو مدح ولذا صدر الترحم من الإمام ( ع ) على جميع زوار قبر الحسين ( ع ) بل جميع الشيعة . وفيهم من فيهم . بل صدر الاستغفار من النبي ( ص ) حتى للمنافقين ، فنزلت الآية الكريمة « سواء عليهم استغفرت لهم أم لم تستغفر لهم لن يغفر اللّه لهم الخ » [2] . وفي آية أخرى « . . . إن تستغفر لهم سبعين مرة فلن يغفر اللّه لهم » [3] . فقال النبي ( ص ) :