للشيء ، ولذا قال الزمخشري : « اطمأن إليه سكن إليه ، ووثق به » [1] وقال صاحب ( أقرب الموارد ) في وثق : « رأيته متعدياً بالى في عبارة واردة في ( التاج ) هذا نصها : من العلماء الموثوق إليهم ، كأنه على معنى اطمأن إليهم » . فوثق يتعدى بالباء . فيقال : وثق به . واطمأن يتعدى بالى . فيقال اطمأن إليه . وتعديته بالباء في الألسن لتضمنه معنى وثق المتعدي بها ، كما في تعدية وثق بالى لتضمنه معنى اطمأن المتعدي بها . والاطمئنان حجة ببناء العقلاء الذي لم يردع عنه الشرع ، لأن احتمال الخلاف فيه موهون جداً لا يلتفت إليه إلا بعد التأمل ، ولأجله عّبر عن الاطمئنان بالعلم العادي . وحجيته مشهورة لدى الفقهاء . الحديث المطمأن بصدوره وعليه فلا إشكال في حجية الحديث المطمأن بصدوره عن المعصوم عليه السلام من أجل شهرة العمل به ، أو غيرها مما أورث الاطمئنان . ولذا استدل الشيخ المامقاني على كفاية الشهرة الحاصلة بعد زمن الشيخ الطوسي : بأن العبرة بالوثوق ، والاطمئنان الحاصل منها ، كما سبق . وعلى فرض النقاش في حجية الاطمئنان كما فعله البعض ، فلا مناص من الالتزام بحجيته هنا ، لقيام سيرة القدماء المتصلة بعصر المعصومين ( ع ) على حجية الاخبار الضعيفة السند إذا احتفت بقرائن الصدور . وقد عملوا بها لذلك ، ومن المستبعد جداً أن تكون تلك القرائن مفيدة للقطع بصدور جميع تلك الأخبار المحفوفة بها ، وإنما أفادت الاطمئنان بصدورها . ولذا