سيطرة على مشاعره وقدرته على مسايرة الظرف وتمثيل الدور المناسب في كل حين . ونجحت معارضة الزهراء لأنها جهزت الحق بقوة قاهرة ، وأضافت إلى طاقته على الخلود في ميدان النضال المذهبي طاقة جديدة . وقد سجلت هذا النجاح في حركتها كلها وفي محاورتها مع الصد يق والفاروق عند زيارتهما لها بصورة خاصة إذ قالت لهما : أرأيتكما إن حدثتكما حديثا عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم تعرفانه وتفعلان به ؟ فقالا : نعم ، فقالت : نشدتكما الله ألم تسمعا من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول : ( رضا فاطمة من رضاي وسخط فاطمة من سخطي ، فمن أحب فاطمة فقد أحبني ومن أرضى فاطمة فقد أرضاني ومن أسخط فاطمة فقد أسخطني ) [1] قالا : نعم سمعناه من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قالت : ( فإني اشهد الله وملائكته أنكما أسخطتماني وما أرضيتماني ولئن لقيت النبي صلى الله عليه وآله وسلم لأشكونكما عنده ) [2] .
[1] صحت عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عبائر متعددة بهذا المعنى فقد جاء عنه في الصحيح أنه قال لفاطمة ( رضي الله عنها ) : ( إن الله يغضب لغضبك ، ويرضى لرضاك . . ) وقال : ( فاطمة بضعة مني يريبني ما رابها ويؤذيني ما آذاها ) . . راجع : صحيح البخاري 5 : 83 باب 43 حديث رقم 232 ، صحيح مسلم 4 : 1902 حديث رقم 93 / 2449 ، مستدرك الحاكم 3 : 167 حديث رقم 4730 / 328 ، دار الكتب العلمية . ( الشهيد ) ، ذخائر العقبى : 39 ، مسند الأمام أحمد بن حنبل 4 : 328 ، جامع الترمذي 5 : 699 ، دار إحياء التراث العربي - بيروت ، الصواعق المحرقة / ابن حجر : 190 - طبعة القاهرة ، كفاية الطالب : 365 ، دار احياء تراث أهل البيت - طهران . [2] تجد غضب فاطمة عليها السلام على أبي بكر في صحيح البخاري 5 : 5 وصحيح مسلم 2 : 72 ومسند الأمام أحمد 6 : 1 ، تاريخ الطبري 2 : 236 ، كفاية الطالب : 266 ، سنن البيهقي 6 : 300 . ( الشهيد )