( الخامس ) خطابها الذي ألقته على نساء المهاجرين والأنصار حين اجتماعهن عندها [1] . ( السادس ) وصيتها بأن لا يحضر تجهيزها ودفنها [2] أحد من خصومها وكانت هذه الوصية الإعلان الأخير من الزهراء عن نقمتها على الخلافة القائمة . وقد فشلت الحركة الفاطمية بمعنى ونجحت بمعنى آخر . فشلت لأنها لم تطوح بحكومة الخليفة رضى عنه الله في زحفها الأخير الخطير الذي قامت به في اليوم العاشر من وفاة النبي صلى الله عليه وآله وسلم . ولا نستطيع أن نتبين الأمور التي جعلت الزهراء تخسر المعركة ، غير أن الأمر الذي لا ريب فيه أن شخصية الخليفة رضى عنه الله من أهم الأسباب التي أدت إلى فشلها ، لأنه من أصحاب المواهب السياسية ، وقد عالج الموقف بلباقة ملحوظة نجد لها مثالا فيما أجاب به الزهراء من كلام وجهه إلى الأنصار من خطاب بعد انتهائها من خطبتها في المسجد . فبينما هو يذوب رقة في جوابه للزهراء وإذا به يطوي نفسه على نار متأججة تندلع بعد خروج فاطمة من المسجد ، في أكبر الظن ، فيقول : ما هذه الرعة إلى كل قالة إنما هو ثعالة شهيده ذنبه [3] - وقد نقلنا الخطاب كاملا فيما سبق - فإن هذا الانقلاب من اللين والهدوء إلى الغضب الفائر يدلنا على مقدار ما أوتي من
[1] شرح نهج البلاغة / ابن أبي الحديد 16 : 233 . [2] المصدر السابق 6 : 281 ، حلية الأولياء 2 : 42 . مستدرك الحاكم 3 : 178 طبعة دار الكتب العلمية . [3] راجع الخطبة في شرح نهج البلاغة 16 : 214 - 215 .