responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : فدك في التاريخ نویسنده : السيد محمد باقر الصدر    جلد : 1  صفحه : 101


ضرورة من ضرورات الإسلام [1] التي لا بد منها وشمسا يدور عليها الفلك الإسلامي بعد النبي صلى الله عليه وآله وسلم بحسب طبيعته التي لا يمكن أن تقاوم حتى التجأ الفاروق إلى مسيرتها كما عرفت .
ويتجلي لدينا أيضا أن الانقلاب الفجائي في السياسة الحاكمة لم يكن ممكنا يومئذ لأنه - مع كونه طفرة - يناقض تلك القوة الطبيعية المركزة في شخصية الأمام ، فكان من الطبيعي أن تسير السياسة الحاكمة في خط منحن حتى تبلغ النقطة التي وصل إليها الحكم الأموي ، تفاديا من تأثير تلك القوة الساهرة على الاعتدال والانتظام كما ينحني السائق بسيارته عندما ينحرف بها إلى نقطة معاكسة تحذرا من القوة الطبيعية التي تفرض الاعتدال في السير . وهذا الفصل الرائع من عظمة الأمام يستحق دراسة وافية مستقلة قد نقوم بها في بعض الفرص لنكشف بها عن شخصية علي المعارض للحكم والساهر على قضية الإسلام والموفق بين حماية القوة الحاكمة من الانحراف وبين معارضتها في نفس الوقت .
وإن كانت مواقف الأمام كلها رائعة ، فموقفه من الخلافة بعد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من أكثرها روعة [2] .
وإن كانت العقيدة الإلهية تريد في كل زمان بطلا يفتديها بنفسه ، فهي



[1] وعلى ضوء ما بيناه نفهم قول رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لعلي : لا ينبغي أن أذهب إلا وأنت خليفتي . وقوله له عندما تهيأ للخروج إلى غزوة تبوك : لا بد أن أقيم أو تقيم . راجع : مسند الأمام أحمد 1 : 331 ، ذخائر العقبى : 46 87 ، الخصائص / النسائي : 80 - 81 . ( الشهيد ) ، صحيح الترمذي 5 : 596 مطبعة دار الفكر .
[2] سيأتي بيان هذه النقطة في الفصل الأخير .

نام کتاب : فدك في التاريخ نویسنده : السيد محمد باقر الصدر    جلد : 1  صفحه : 101
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست