نام کتاب : فتح الأبواب نویسنده : السيد ابن طاووس جلد : 1 صفحه : 293
العمل والطاعات ، فإن المصنف إذا كانت كتبه على سبيل الرواية احتمل أن يقال عنه أنه ما قصد بذلك الفتوى ولا الدراية [1] ، وأما إذا كان تصنيفه في العبادات والعمل وللطاعات ، فقد ضمن على نفسه أن الذي يذكره في ذلك من جملة الأحكام الشرعية ، وإلا كان قد دعا الناس إلى العمل بالبدع ، ومخالفة المراسم الإلهية والشرائع النبوية ، فصار على هذا كتب العبادات وكتب العمل والطاعات أظهر في الاحتجاج بما تتضمنه من كتب الفقه أو كتب الروايات . وقد انكشف بذلك أن الشيخ محمد بن إدريس ما خالف مخالفة لا تحتمل التأويل فيما أشرنا إليه ، وإنما طعن على ما يختص بروايته الفطحية وأمثالها من ذوي العقائد الردية ، وهذا واضح فيما أوردناه [2] من هذا الباب ، وكاف لذوي الألباب . الفريق الخامس : قوم يستخيرون الله جل جلاله فيما يشغل عنه ، ويعتقدون أن ذلك مما يستخار الله فيه ، ومن المعلوم عند العارفين أن الله جل جلاله لا يستخار فيما يشغل عنه ، وأن الاستخارة في ذلك خلاف عليه سبحانه ، وعلى سيد المرسلين ، فإذا لم يجدوا استخارتهم في مثل هذا الحال موافقة لما استخاروا فيه من السلامة والظفر بالآمال ، يعتقدون أن هذا لضعف الاستخارة ، أو للطعن في روايتها [3] ، وإنما هو لضعف بصائرهم ، وقلة فائدتها [4] . ومثال استخارة هذا الفريق أن أحدهم يكون له مال يريد أن يزرع منه زرعا ، أو يعمل منه تجارة ، أو يسافر لأجله سفرا ، وما يقصد بالزرع ولا
[1] في " د " و " ش " : ولا الرواية . [2] في " ش " : أردناه . [3] في " د " : رواتها . [4] في " د " : فائدتهم .
نام کتاب : فتح الأبواب نویسنده : السيد ابن طاووس جلد : 1 صفحه : 293