نام کتاب : فتح الأبواب نویسنده : السيد ابن طاووس جلد : 1 صفحه : 294
التجارة ولا السفر أنه يتقرب بذلك إلى الله جل جلاله ولا لامتثال أمره سبحانه ، بل لمجرد ميل الطباع إلى الغنى ، ولأجل أنه يأنف [1] أن يراه الناس فقيرا ، أو يرى أحد عياله محتاجين ، أو ليكون معظما محترما بكثرة المال ، وأمثال هذه الخواطر والأحوال ، التي تقع من المستخيرين وهم غافلون عن الخدمة بهذه الحركات لسلطان العالمين ، فالعقل والنقل يقتضيان أن هذا لا يستخار الله جل جلاله فيه ، وأن المستخير في ذلك على هذه الوجوه بعيد من الله جل جلاله ومن مراضيه ، ولعلك تجد أكثر الاستخارات المعكوسة من هذا القبيل ، وقد عرفك الله جل جلاله هذه الجملة ، وهو جل جلاله أهل يهديك إلى التفصيل . الفريق السادس من الذين أنكروا الاستخارة : قوم زادوا على ما قدمناه من الاستخارة فيما يشغل عن الله جل جلاله ، وفيما لا يتقربون به إلى الله جل جلاله ، واستخاروا في معصية الله تعالى ، وهم يعتقدون أنها ليست معاصي ، ومثال هؤلاء أن يستخيروا في معونة ظالم بوكالة عنه ، وتكون تلك الوكالة معونة له على ظلمه ، أو تجارة لظالم ، وتكون تلك التجارة معونة له على ظلمه ، أو في خدمة للظالم ، وتكون تلك الخدمة معونة له على ظلمه ، أو دخول على الظالم وهو يعلم من نفسه أنه ما يقوم لله جل جلاله ولرسوله صلى الله عليه وآله بما يقدر عليه من إنكار ما يجده عند ذلك الظالم من منكر ، أو لا يوافق الله جل جلاله ورسوله صلى الله عليه وآله في كراهة تلك المنكرات بقلبه إذا أقبل الظالم عليه وأدنى مجلسه وقضى حاجته . ومثال ذلك أن يستخير الله جل جلاله في أن يتوكل لغير الظالم أو يخدمه بنية أنه يغشه أو يخونه أو يمكر به ، أو يغش أحدا لا يجوز غشه ، أو
[1] في " د " : يخاف . أنف من الشئ يأنف أنفا وأنفة ، أي استنكف " الصحاح - أنف - 4 : 1333 " .
نام کتاب : فتح الأبواب نویسنده : السيد ابن طاووس جلد : 1 صفحه : 294