نام کتاب : عدم سهو النبي ( ص ) نویسنده : الشيخ المفيد جلد : 1 صفحه : 24
غير اشتباه في معناه ، لأنه قد أحاط علما بأن أحد الشيئين كان دون صاحبه ، ولو كان كذلك لارتفع السهو الذي ادعوه ، وكانت دعواهم له باطلة بلا ارتياب ، ولم يكن أيضا مع تحقيقه وجود أحد الأمرين معنى لمسألته حين سأل عن قول ذي اليدين ، هل هو على ما قال ، أو على غير ما قال ، لأن هذا السؤال يدل على اشتباه الأمر عليه فيما ادعاه ذو اليدين ، ولا يصح وقوع مثله من متيقن لما كان في الحال . فصل ومما يدل على بطلان الحديث أيضا اختلافهم في جبران الصلاة التي ادعوا السهو فيها ، والبناء على ما مضى منها ، أو الإعادة لها . فأهل العراق يقولون : إنه أعاد الصلاة ، لأنه تكلم فيها ، والكلام في الصلاة يوجب الإعادة عندهم . وأهل الحجاز ومن مال إلى قولهم ، يزعمون : أنه بنى على ما مضى ، ولم يعد شيئا قد تقضى ، وسجد لسهوه سجدتين . ومن تعلق بهذا الحديث من الشيعة يذهب فيه إلى مذهب أهل العراق ، لأنه متضمن كلام النبي ( عليه السلام ) في الصلاة عمدا ، و التفاته عن القبلة إلى من خلفه ، وسؤاله عن حقيقة ما جرى ، ولا يختلف فقهاؤهم في أن ذلك يوجب الإعادة . والحديث يتضمن أن النبي ( عليه السلام ) بنى على ما مضى ولم وهذا الاختلاف الذي ذكرناه في هذا الحديث أدل دليل على بطلانه ، وأوضح حجة في وضعه واختلاقه .
نام کتاب : عدم سهو النبي ( ص ) نویسنده : الشيخ المفيد جلد : 1 صفحه : 24