نام کتاب : عدة الداعي ونجاح الساعي نویسنده : ابن فهد الحلي جلد : 1 صفحه : 177
يا رب انه اخى وصاحبي قد كان يأمرني بطاعتك ، ويثبطني عن معصيتك [1] ويرغبني فيما عندك - يعنى الاعلى منهما يقول ذلك - فاجمع بيني وبينه في هذه الدرجة فيجمع الله بينهما وان المنافقين ليكون أحدهما أسفل من صاحبه بدرك من ( في ) النار فيقول : يا رب ان فلانا كان يأمرني بمعصيتك ويثبطني عن طاعتك ويزهدني فيما عندك ولا يحذرني لقائك فاجمع بيني وبينه في هذا الدرك فيجمع الله بينهما وتلا هذه الآية ( الأخلاء يومئذ بعضهم لبعض عدو الا المتقين ) [2] . روى أبان بن تغلب عن أبي عبد الله عليه السلام : أيما مؤمن سئل أخاه المؤمن حاجة وهو يقدر على قضائها فرده عنها سلط الله عليه شجاعا في قبره ينهش من أصابعه [3] . وعن إسماعيل بن عمار قال : قلت لأبي عبد الله عليه السلام : المؤمن رحمة قال : نعم وأيما مؤمن اتاه اخوه في حاجة فإنما ذلك رحمة ساقها الله إليه وسببها له [4] فان قضاها كان قد قبل الرحمة بقبولها ، وان رده وهو يقدر على قضائها فإنما رد على نفسه الرحمة التي ساقها الله إليه وسببها له ، وادخرت الرحمة للمردود عن حاجته ، ومن مشى في حاجة أخيه ولم يناصحه بكل جهده [5] فقد خان الله ورسوله والمؤمنين ، وأيما رجل
[1] ثبطه عن الأمور إذا حبسه وشغله عنها ومنه الدعا : ان هممت بصالح ثبطني ( المجمع ) . [2] الزخرف : 43 . [3] الشجاع كغراب وكتاب : الحية ج شجعان بالكسر والضم نهشه : نهسه ولسعه وعضه أو اخذه . بأضراسه . وصيرورة الأصابع ترابا لا يأبى عن قبول النهش لان تراب الأصابع كالأصابع في قبوله العذاب ولعل الله تعالى يخلق فيه ما يجدبه الألم ، ويحتمل أن يكون النهش في الأجساد المثالية ، أو يكون النهش أولا وبقاء الا لم للروح إلى يوم القيامة ( مرآة ) . ملخصا . [4] قوله : سببها له أي جعلها سببا لغفران ذنوبه ورفع درجاته ، أو أوجد أسبابه له ( مرآة ) . [5] النصح لله في خلقه : الخلوص في طاعة الله فيما أمر به في خلقه من اعانتهم ، وهدايتهم وكف الأذى عنهم ، وترك الغش معهم ( مرآة ) .
نام کتاب : عدة الداعي ونجاح الساعي نویسنده : ابن فهد الحلي جلد : 1 صفحه : 177