نام کتاب : عدة الداعي ونجاح الساعي نویسنده : ابن فهد الحلي جلد : 1 صفحه : 124
المغلقة ، وبابي مفتوح لمن دعاني . ألم تعلموا ان من دهته [1] نائبة لم يملك كشفها عنه غيري ؟ فما لي أراه يأمله معرضا عنى وقد أعطيته بجودي وكرمي ما لم يسئلني ، فاعرض عنى ولم يسئلني وسئل في نائبته غيري ، وانا الله ابتدء بالعطية قبل المسألة أفأسئل فلا أجود ؟ كلا أليس الجود والكرم لي ؟ أليس الدنيا والآخرة بيدي ؟ فلو ان أهل سبع سماوات وارضين سألوني جميعا وأعطيت كل واحد منهم مسئلته ما نقص ذلك من ملكي مثل جناح البعوضة ، وكيف ينقص ملك انا قيمه ؟ فيا بؤسا لمن عصاني ولم يراقبني [2] فقلت له : يا ابن رسول الله أعد على هذا الحديث فأعاده ثلاثا فقلت : لا والله ما سئلت أحدا بعدها حاجة فما لبثت ان جائني الله برزق من عنده وعن النبي ( ص ) قال : قال الله عز وجل : ما من مخلوق يعتصم بمخلوق دوني الا قطعت أسباب السماوات وأسباب الأرض من دونه ، فان سئلني لم اعطه وان دعاني لم أجبه ، وما من مخلوق يعتصم به دون خلقي الا ضمنت السماوات والأرض رزقه فان دعاني أجبته وان سئلني أعطيته وان استغفرني عفرت له وعن أبي محمد العسكري ( ع ) : ارفع المسألة ما وجدت التحمل يمكنك فان لكل يوم رزقا جديدا [3] واعلم أن الالحاح في المطالب يسلب البهاء ، ويورث التعب
[1] يق : دهاه الامر إذا نزل به ( المجمع ) . [2] قوله : ثوب المذلة الإضافة إضافة المشبه به إلى المشبه قوله : والشدائد بيد ى أي تحت قدرتي قوله : وهي مغلقة أي أبواب الحاجات مغلقة ومفاتيحها بيده سبحانه وهو استعارة على التمثيل للتنبيه على أن قضاء الحاجة المرفوعة إلى الخلق لا يتحقق الا باذنه قوله : والنائبة أي المصيبة قوله : فيا بؤسا البؤس : الشدة والفقر والحزن والنداء مجاز لبيان ان القانط والعاصي هو محل ذلك مستحقه قوله : ولم يراقبني أي لم يخف عذابي أو لم يحفظ حقوقي انتهى ملخصا ( مرآة ) . [3] وقال عليها السلام : الرزق رزقان رزق تطلبه ، ورزق يطلبك فإن لم تأته اتاك فلا تحمل هم سنتك على يومك ، وكفاك كل يوم ما هو فيك فان تكن السنة من عمرك فان الله سيأتيك في كل غد بجديد ما قسم لك ، وان لم تكن السنة من عمرك فما تصنع بهم وغم ما ليس لك ، واعلم أنه لا يسبقك إلى رزقك طالب ولن يغلبك عليه غالب ، ولن يحتجب عنك ما قدر لك ، وكم رأيت من طالب متعب نفسه مقتر عليه رزقه . ( لي ) ج 2 ص 56 .
نام کتاب : عدة الداعي ونجاح الساعي نویسنده : ابن فهد الحلي جلد : 1 صفحه : 124