نام کتاب : عدة الداعي ونجاح الساعي نویسنده : ابن فهد الحلي جلد : 1 صفحه : 123
ففي الحديث القدسي : يا موسى سلني كلما تحتاج إليه حتى علف شاتك ، وملح عجينك وعن الصادق عليه السلام عليكم بالدعا فإنكم لا تتقربون إلى الله بمثله ، ولا تتركوا صغيره لصغرها ان تدعو بها فان صاحب الصغار هو صاحب الكبار [1] . نصيحة وإذا قد عرفت ان الاعتماد على الله تعالى منوط بالنجاح ، ومقود بازمة الفلاح ، فاعلم أن التعلق بغيره والاعراض عنه مقرون بالخزي والافتضاح وموجب للخذلان ومعد للحرمان أو لا تنظر إلى حكاية محمد بن عجلان ؟ حين فجعته صروف الزمان قال : أصابتني فاقة شديدة وإضافة ، ولا صديق لمضيقي ، ولزمني دين ثقيل ، وغريم يلح في المطالبة ، فتوجهت نحو دار الحسن بن زيد وهو يومئذ أمير المدينة لمعرفة كانت بيني وبينه ، وشعر بذلك ( من حالي ) ابن خالي محمد بن عبد الله بن علي بن الحسين عليه السلام وكانت بيني وبينه قديم معرفة فلقيني في الطريق فاخذ بيدي وقال : قد بلغني ما أنت بسبيله فمن تأمل لكشف ما نزل بك ؟ قلت : الحسن بن زيد فقال : إذا لا يقضى حاجتك ولا يسعف [2] مطلبك فعليك بمن يقدر على ذلك وهو أجود الأجودين والتمس ما تأمله من قبله . فانى سمعت ابن عمى جعفر بن محمد يحدث عن أبيه عن جده عن أبيه الحسين بن علي عن أبيه علي بن أبي طالب عليهم السلام عن النبي ( ص ) قال : أوحى الله إلى بعض أنبيائه في بعض وحيه : وعزتي وجلالي لاقطعن امل كل آمل امل غيري بالإياس ، ولأكسونه ثوب المذلة في الناس ولأبعدنه من فرجي وفضلي أعبدي يأمل في الشدائد غيري ؟ والشدائد بيدي ويرجو سواي ؟ وانا الغنى الجواد بيدي مفاتيح الأبواب وهي
[1] قوله : تدعو بها بدل اشتمال لصغيرة ، والصغيرة الحاجات الحقيرة السهلة الحصول ، والغرض رفع توهم ان الانسان مستقل في الحاجات الصغيرة ويمكنه تحصيلها بدون تقديره وتيسيره تعالى ، ويدل على أن الدعا أعظم وسايل القرب إليه تعالى ( مرآة ) [2] الاسعاف : الإعانة وقضاء الحاجة ( المجمع ) .
نام کتاب : عدة الداعي ونجاح الساعي نویسنده : ابن فهد الحلي جلد : 1 صفحه : 123