نام کتاب : عدة الداعي ونجاح الساعي نویسنده : ابن فهد الحلي جلد : 1 صفحه : 125
والعناء فاصبر حتى يفتح الله لك بابا يسهل الدخول فيه . فيما أقرب الصنع من الملهوف [1] والامن من الهارب المخوف ، فربما كانت الغير [2] نوعا من أدب الله ، والحظوظ مراتب ، فلا تعجل على ثمرة لم تدرك فإنما تنالها في أوانها واعلم أن المدبر لك اعلم بالوقت الذي يصلح حالك فيه ، فثق بخيرته في جميع أمورك يصلح حالك ، ولا تعجل بحوائجك قبل وقتها فيضيق قلبك وصدرك ويغشيك القنوط ، واعلم أن للحياء مقتدرا فان زاد عليه فهو سرف ، وان للحزم مقدارا [3] فان زاد عليه فهو تهور [4] واحذر كل زكى ساكن الطرف ، ولو عقل أهل الدنيا خربت . فانظر إلى هذا الحديث وما اشتمل عليه من الآداب الغريزة واشتمل أيضا على التزهيد في الدنيا بقوله : ولو عقل أهل الدنيا خربت ، فدل على أن العقل السليم يقتضى تخريب الدنيا وعدم الاعتناء بها ، فمن عنى بها أو عمر هادل ذلك على أنه لا عقل له [5] .
[1] الملهوف ذهب له مال أو فجع بحميم والحميم : القريب الذي يهتم بأمره ( أقرب ) . [2] الغير : تغير الحال وانتقالها عن السلاح : لي الفساد ج أغيار ( أقرب ) . [3] تحزم في امرك أي اقبله بالحزم والوثاقة ( أقرب ) . [4] تهور لرجل : وقع في الامر بقلة مبالاة ( أقرب ) . [5] قال في ( مرآة ) في كلام طويل له : وإنما الناجي منها فرقة واحدة وهي السالكة ما كان عليها رسول الله ( ص ) وأصحابه وهو ان لا يترك الدنيا بالكلية ، ولا يقمع الشهوات بالكلية اما الدنيا يأخذ منها قدر الزاد ، واما الشهوات فيقمع منها ما يخرج عن طاعة الشرع والعقل ، فلا يتبع كل شهوة ، ولا يترك كل شهوة بل يتبع العدل ، ولا يترك كل شئ من الدنيا ولا يطلب كل شئ من الدنيا بل يعلم مقصود كل ما خلق من الدنيا ويحفظ ه على حد مقصوده ، فيأخذ من القوت ما يقول به البدن على العبادة ، ومن المسكن ما يحفظ به من اللصوص والحر والبرد والكسوة كذلك ولا يعلم تفصيل ذلك الا بالاقتداء بالفرقة الناجية الذين صحت عقايدهم واتبعوا الرسول والأئمة الهدى عليهم السلام ومن أراد تفصيل الكلام يرجع باب حب الد نيا والحرص عليها .
نام کتاب : عدة الداعي ونجاح الساعي نویسنده : ابن فهد الحلي جلد : 1 صفحه : 125