responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : عدة الداعي ونجاح الساعي نویسنده : ابن فهد الحلي    جلد : 1  صفحه : 23


واحسانا إليه فما معنى الدعا إذا انتفت فايدته ؟
فالجواب من وجوه : الأول لا يمتنع أن يكون وقوع ما سئله إنما صار مصلحة بعد الدعا ولا يكون مصلحة قبله .
وقد نبه على ذلك الصادق ( ع ) في قوله لميسر بن عبد العزيز : يا ميسر ادع الله ولا تقل : ان الامر [1] قد فرغ منه ان عند الله منزلة لا تنال الا بمسألة ولو أن عبدا سد فاه ولم يسئل لم يعط شيئا ، فاسئل تعط يا ميسر انه ليس يقرع [2] باب الا يوشك ان يفتح لصاحبه .
وروى عمرو بن جميع عنه ( ع ) من لم يسئل الله من فضله افتقر .
وعن علي عليه السلام ما كان الله ليفتح باب الدعا ويغلق عنه ( عليه ) باب الإجابة .
وقال عليه السلام : من اعطى الدعا لم يحرم الإجابة .
الثاني ان الدعا عبادة في نفسه تعبد الله عباده به لما فيه من اظهار الخشوع والافتقار إليه وهو أمر مطلوب لله عز وجل من عبيده .
قال الله تعالى : ( وما خلقت الجن والإنس الا ليعبدون [3] والعبادة في اللغة هي الذلة يقال : طريق معبد أي مذلل بكثرة الوطي عليه ، وفى الاصطلاح العبادة أو في ما يكون من التذلل والخشوع للمعبود .



[1] والنهى عن هذا القول يحتمل الوجهين : أحدهما بطلانه فإنه قول اليهود وبعض الحكماء بل لابد من الايمان بالبداء . الثاني أن يكون المراد بالفراغ من الامر تعلق علمه سبحانه بما هو كائن وهذا الكلام صحيح لكن ذلك لا يمنع الامر بالدعا والاتيان به وترتب الثواب عليه فالمراد بالنهي عن هذا القول جعل ذلك مانعا عن الدعا وسببا للاعتقاد بعدم فائدته ( مرات ) .
[2] قرع الباب : طرق ( المجمع )
[3] الذاريات : 56 .

نام کتاب : عدة الداعي ونجاح الساعي نویسنده : ابن فهد الحلي    جلد : 1  صفحه : 23
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست