نام کتاب : عدة الداعي ونجاح الساعي نویسنده : ابن فهد الحلي جلد : 1 صفحه : 22
مقومة أحسن تقويم ومهذبة [1] أحسن تهذيب . فقد ثبت بهذا الحديث ان اللحن [2] قد يدخل في العمل كما يدخل في اللفظ ، وان الضرر فيه عائد إلى وقوعه في العمل دون اللفظ . واما الخبر الثاني فالمراد به في الاحكام . وهذا مثل قول النبي ( ص ) : رحم الله ( نضر الله ) [3] من سمع مقالتي فوعاها وأداها كما سمعها ، فرب حامل علم ليس بفقيه . وهو قول الصادق ( ع ) : إذا رويتم عنا فاعربوها لان الاحكام تتغير بتغير الاعراب في الكلام . ألا ترى إلى قوله ( ص ) حين سئل انا نذبح الناقة والبقرة والشاة وفى بطنه الجنين [4] أنلقيه أم نأكله ؟ قال صلى الله عليه وآله : كلوه ان شئتم فان ذكاة أمه فبعض الناس يروى ذكاة الثاني بالرفع فيكون معناه ان ذكاة أمه تبيحه وهي كافية عن تذكيته [5] وبعض رواها بالنصب [6] فيكون معناه : ان ذكاة الجنين مثل ذكاة ا مه فلابد فيه من تذكية له بانفراده ولا تبيحه ذكاة أمه فافهم ذلك فإنه من مغاص [7] الفهم ورقيق العلم . فان قلت : قد ظهر ان الباري سبحانه لا يفعل خلاف مقتضى الحكمة ، وانه الذي لا تبدل حكمته الوسائل فما اشتمل على خلاف المصلحة لا يفعله مع الدعا ، وما اشتمل على المصلحة فإنه يفعله وان لم يسئل لأنه إنما أنشأ الانسان وخلقه رحمة به
[1] رجل مهذب : مطهر الأخلاق ( ص ) [2] لحن فلان في كلامه : إذا مال عن صحيح النطق ويقال : عرب بالضم إذا لم يلحن ( المجمع ) [3] نضر وجهه : حسن ( المجمع ) [4] الجنين : الولد في البطن ج أجنة . [5] التذكية : الذبح كالذكاء والذكاة [6] قوله : بالنصب أي بناء على كونه منصوبا بنزع الخافض وكونه كلمة ( مثل ) ، وأما إذا قدر كلمة ( في ) . يصير المعنى مثل صورة الرفع . [7] الغوص : النزول تحت الماء والمغاص موضعه ( ق ) .
نام کتاب : عدة الداعي ونجاح الساعي نویسنده : ابن فهد الحلي جلد : 1 صفحه : 22