نام کتاب : عدة الداعي ونجاح الساعي نویسنده : ابن فهد الحلي جلد : 1 صفحه : 155
الله سبحانه وتعالى . وفيما أوحى الله تعالى إلى موسى عليه السلام يا موسى لا تطول في الدنيا أملك فيقسو قلبك ( وقاسى القلب منى بعيد ) وقاسى القلب مردود الدعا لقوله عليه السلام : لا يقبل الله دعاء بظهر قلب قاس [1] . وأما ثانيا فلما فيه من الانقطاع إلى الله تعالى وزيادة الخشوع . قال رسول الله صلى الله عليه وآله : إذا أحب الله عبدا نصب في قلبه نائحة من الحزن فان الله يحب كل قلب حزين ، وانه لا يدخل النار من بكا من خشية الله تعالى حتى يعود اللبن إلى الضرع ، وانه لا يجتمع غبار في سبيل الله ودخان جهنم في منخري [2] المؤمن ابدا . وإذا أبغض الله عبدا جعل في قلبه مزمارا [3] من الضحك وان الضحك يميت القلب والله لا يحب الفرحين . وأما ثالثا فلموافقته أمر الحق سبحانه وتعالى في وصاياه لأنبيائه حيث يقول لعيسى : يا عيسى هب لي من عينيك الدموع ومن قلبك الخشية وقم على قبور الأموات فنادهم بالصوت الرفيع فلعلك تأخذ موعظتك منهم وقل : انى لاحق في اللاحقين صب لي من عينيك الدموع واخشع لي بقلبك يا عيسى استغث بي في حالات الشدة فانى أغيث المكروبين وأجيب المضطرين وانا أرحم الراحمين . وفيما أوحى الله تعالى إلى موسى عليه السلام : يا موسى كن إذا دعوتني خائفا مشفقا ووجلا وعفر وجهك في التراب ، واسجد لي بمكارم بذلك : واقنت بين يدي في القيام ، وناجني حيث ناجيتني بخشية من قلب وجل وأحي بتوراتي أيام الحياة ، وعلم الجهال محامدي ، وذكرهم آلائي ونعمى ، وقل لهم : لا يتمادون في غس ما هم فيه فان أخذي اليم شديد ، يا موسى لا تطول في الدنيا أملك فيقسو قلبك وقاسى القلب منى
[1] وقد مر في باب الثالث ص 126 ما يؤيد المتن . [2] المنخر بتثليث الميم والخاء والمنخور : الانف وقيل ثقبه ( أقرب ) [3] زمر زمرا غنى بالفتح في القصب ونحوه والمزمر : الآلة التي يزمر فيها ( المنجد ) .
نام کتاب : عدة الداعي ونجاح الساعي نویسنده : ابن فهد الحلي جلد : 1 صفحه : 155