نام کتاب : عدة الداعي ونجاح الساعي نویسنده : ابن فهد الحلي جلد : 1 صفحه : 156
بعيد ، وأمت قلبك بالخشية ، وكن خلق [1] الثياب جديد القلب تخفى على أهل الأرض الصابرين ، وصح إلى من كثرة الذنوب صياح الهارب من عدوه ، واستعن بي على ذلك فانى نعم العون ونعم المستعان ومنه يا موسى اجعلني حرزك ، وضع عندي كنزك من الباقيات الصالحات . واما رابعا فلما فيه من الخصوصيات والفضائل [2] التي لا توجد في غيره من أصناف الطاعات . وقد روى أن بين الجنة والنار عقبة لا يجوزها الا البكائون من خشية الله تعالى . وروى عن النبي صلى الله عليه وآله أنه قال : ان ربى تبارك وتعالى أخبرني فقال : وعزتي وجلالي ما أدرك العابدون مما أدرك البكائون ( درك البكاء ) عندي شيئا ، وانى لابني لهم في الرفيع الاعلى قصرا لا يشاركهم فيه غيرهم . وفيما أوحى الله إلى موسى عليه السلام : وابك على نفسك ما دمت في الدنيا ، وتخوف العطب [3] والمهالك ولا تغرنك زينة الحياة الدنيا وزهرتها . والى عيسى عليه السلام : يا عيسى ابن البكر البتول ابك على نفسك بكاء من قد ودع الأهل وقلى [4] الدنيا وتركها لأهلها وصارت رغبته فيما عند الهه [5]
[1] خلق الثوب بالضم : إذا بلى فهو خلق بفتحتين ( أقرب ) [2] وهي عبارة من إجابة الدعا به ، وقرب صاحبه من الله تعالى ، ومحبة الله له ، وعدم دخوله النار ، وإغاثة الله إياه ، وعدم بكائه يوم القيامة ، وأمثالها مما صر حت به روايات الباب [3] العطب بفتحتين : موضع العطب والمعاطب : المهالك ( المجمع ) . [4] قلى الدنيا أي تركها ( المجمع ) . [5] يا عيسى ابك على نفسك في الخلوات وانقل قدميك إلى مواقيت الصلاة يا عيسى اكحل عينك بميل الحزن إذا ضحك البطالون ( روضة ) ص 132 .
نام کتاب : عدة الداعي ونجاح الساعي نویسنده : ابن فهد الحلي جلد : 1 صفحه : 156