لشيخه ، فتساقطا . ( وإنْ ) لم يُنكر الروايةَ ولكن ( قال : " لا أعرفه " أو " لا أذكره " ونحوه ، لم يقدح ) في رواية الفرع ( على الأصحّ ) ؛ إذ لا يدلّ ذلك عليه بوجه ؛ لاحتمال السهو والنسيان من الأصل ، والحالُ أنّ الفرع ثقةٌ جازمٌ ؛ فلا يردّ بالاحتمال . ( بل ) كما لا تبطلُ روايةُ الفرع ويجوز لغيره أن يرويَ عنه بعدَ ذلك ( يجوز للمرويّ عنه ) أوّلا ، الذي لا يذكر الحديث ( روايتُه عمّن ) ادّعى أنّه ( سمعه عنه ؛ فيقولُ ) هذا الأصل الذي قد صارَ فرعاً ، إذا أراد التحديثَ بهذا الحديث ( حدّثني فلانٌ عنّي ، أنّي حدّثتُه ) عن فلان ( بكذا ) وكذا . ( وقد وقعَ من ذلك جملةُ أحاديث ) لأكابر نَسُوها بعدَما حدّثوا بها ، منها : حديثُ ربيعة عن سُهيل بن أبي صالح ، عن أبيه ، رفعه إلى النبيّ ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : أنّه قضى بشاهد ويمين ( 1 ) . قال عبدُ العزيز بن محمّد : لقيتُ سُهيلا ، فسألتهُ عنه ، فلم يعرفه . وكانَ يقولُ بعدَ ذلك : حدّثني ربيعةُ ، عنّي ، عن أبي ، ويسوقُ الحديثَ ( 2 ) . وقد ( جَمعها ) - أي تلك الأحاديث التي نَسِيَها راويها ، ورواها عمّن رواها عنه - ( بعضُهم ) وهو الخطيبُ البغدادي ( في كتاب ) مفرد ( 3 ) . وبالجملة ، فالمانع مفقودٌ ، والمقتضي للقبول موجودٌ ، وصيرورةُ الأصل فرعاً غير قادح بوجه . والله تعالى أعلم .
1 . صحيح مسلم 3 : 1337 / 1712 باب 2 من كتاب الأقضية ؛ سنن أبي داود 3 : 309 / 3610 ؛ سنن ابن ماجة 2 : 793 / 2368 . 2 . سنن أبي داود 3 : 309 / 3610 - 3611 . 3 . وقد علّق عليه السيّد محمّد رضا الحسيني قائلا بأنّ : " اسمه : " مَن حدّث ونسي " في جزء واحد ، ذكر في مؤلّفات الخطيب ، ولم نجد له نسخة ، وقد لخّصه السيوطي في جزء باسم : " ذكرة المؤشي في مَن حدّث ونسي " [ مخطوط ] يوجد في المكتبة الظاهرية بدمشق " . وراجع أيضاً الخلاصة في أُصول الحديث : 96 ؛ وفتح المغيث 2 : 83 .