نام کتاب : رسائل في الغيبة نویسنده : الشيخ المفيد جلد : 1 صفحه : 14
المسترشد ؟ وعلى ماذا يعتمد الممتحن فيما ينزل به من حادث لا يعرف له حكما ؟ وإلى من يرجع المتنازعون ، لا سيما والإمام إنما نصب لما وصفناه ؟ قيل له : هذا السؤال مستأنف لا نسبة له بما تقدم ، ولا وصلة بينه وبينه ، وقد مضى السؤال الأول في معنى الخبر وفرض المعرفة وجوابه على انتظام ، ونحن نجيب عن هذا المستأنف بموجز لا يخل بمعنى التمام منقول وبالله التوفيق : إنما الإمام نصب لأشياء كثيرة : أحدها : الفصل بين المختلفين . الثاني : بيان الحكم للمسترشدين . ولم ينصب لهذين دون غيرهما من مصالح الدنيا والدين ، غير أنه إنما يجب عليه القيام فيما نصب له مع التمكن من ذلك والاختيار ، وليس يجب عليه شئ لا يستطيعه ، ولا يلزمه فعل الإيثار مع الاضطرار ، ولم يؤت الإمام في التقية من قبل الله عز وجل ولا من جهة نفسه وأوليائه المؤمنين ، وإنما أتي ذاك من قبل الظالمين الذين أباحوا دمه ودفعوا ( 7 ) نسبه ، وأنكروا حقه ، وحملوا الجمهور على عداوته ومناصبة القائلين بإمامته . وكانت البلية فيما يضيع من الأحكام ، ويتعطل من الحدول ، ويفوت من الصلاح ، متعلقة بالظالمين ، وإمام الأنام برئ منها وجميع المؤمنين . فأما الممتحن بحادث يحتاج إلى علم الحكم فيه فقد وجب عليه إن يرجع في ذلك إلى العلماء من شيعة الإمام وليعلم ( 8 ) ذلك من جهتهم بما استودعوه من أئمة الهدى المتقدمين ، وإن عدم ذلك والعياذ بالله ولم يكن فيه حكم منصوص على حال فيعلم أنه على حكم العقل ،
7 - في نسخة " ق " : ونفوا . 8 - في نسخة " ث " و " م " : لعدم علم .
نام کتاب : رسائل في الغيبة نویسنده : الشيخ المفيد جلد : 1 صفحه : 14