responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : رسائل في الغيبة نویسنده : الشيخ المفيد    جلد : 1  صفحه : 13


فكان نبينا عليه والله السلام مكتوبا مذكورا في كتب الله الأولى ، وقد أوجب على الأمم الماضية معرفته والاقرار به وانتظاره ، وهو عليه السلام وديعة في صلب آبائه لم يخرج إلى الوجود ، ونحن اليوم عارفون بالقيامة والبعث والحساب وهو معدوم غير موجود ، وقد عرفنا آدم ونوحا وإبراهيم وموسى وعيسى عليهم السلام ولم نشاهدهم ولا شاهدنا من أخبر عن مشاهدتهم ، ونعرف جبرئيل وميكائيل وإسرافيل وملك ، الموت عليهم السلام ولست نعرف لهم شخصا ولا نعرف لهم مكانا ، فقد فرض الله علينا معرفتهم والاقرار بهم وإن كنا لا نجد إلى الوصول إليهم سبيلا ، ونعلم أن فرض ( المعرفة لشخص في نفسه من المصالح مما لا يتعلق لوجود مشاهدة ) ( 6 ) المعروف ولا يعرف مستقره ولا الوصول إليه في مكانه ، وهذا بين لمن تدبره .
فإن قال : فما ينفعنا من معرفته مع عدم الانتفاع به من الوجه الذي ذكرنا ؟
قيل له : نفس معرفتنا بوجوده وإمامته وعصمته وكماله نفع لنا في اكتساب الثواب ، وانتظارنا لظهوره عبادة نستدفع بها عظيم العقاب ، ونؤدي بها فرضا ألزمناه ربنا المالك للرقاب ، كما كانت المعرفة بمن عددناه من الأنبياء والملائكة من أجل النفع لنا في مصالحنا ، واكتسابنا المثوبة في أجلنا وإن لم يصح المعرفة لهم على كل حال وكما أن معرفة الأمم الماضية نبينا قبل وجوده مع أنها كانت من أوكد فرائضهم لأجل منافعهم ، ومعرفة الباري جل اسمه أصل الفرائض كلها ، وهو أعظم من أن يدرك بشئ من الحواس .
فإن قال : إذا كان الإمام عندكم غائبا ، ومكانه مجهولا ، فكيف يصنع


6 - ما بين القوسين لم يرد في نسخة " م " و ( ث ) .

نام کتاب : رسائل في الغيبة نویسنده : الشيخ المفيد    جلد : 1  صفحه : 13
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست