نام کتاب : رسائل في الغيبة نویسنده : الشيخ المفيد جلد : 1 صفحه : 12
قيل له : بل هو خبر صحيح يشهد له إجماع أهل الآثار ويقوي معناه صريح القرآن ، حيث يقول جل اسمه ( يوم ندعو كل أناس بإمامهم فمن أوتي كتابه بيمينه فأولئك يقرأون كتابهم ولا يظلمون فتيلا ) ( 2 ) وقوله تعالى ( فكيف إذا جئنا من كل أمة بشهيد وجئنا بك على هؤلاء شهيدا ) ( 3 ) وآي كثيرة من القرآن . فإن قال : فإذا كان الخبر صحيحا كيف يصح قولكم في غيبة إمام هذا الزمان وتغيبه واستتاره على الكل الوصول إليه وعدم علمهم بمكانه ؟ قيل له : لا مضادة بين المعرفة بالإمام وبين جميع ما ذكرت من أحواله ، لأن العلم بوجوده في العالم لا يفتقر إلى العلم بمشاهدته لمعرفتنا ما لا يصح إدراكه بشئ من الحواس ، فضلا عمن يجوز إدراكه وإحاطة العلم بما لامكان له ، فضلا عمن يخفى مكانه والظفر بمعرفة المعدوم والماضي والمنتظر ، فضلا عن المستخفي المستتر . وقد بشر الله تعالى الأنبياء المتقدمين بنبينا محمد صلى الله عليه وآله قبل وجوده في العالم . فقال سبحانه ( وإذ أخذ الله ميثاق النبيين لما آتيتكم من كتاب وحكمة ثم جاءكم رسول مصدق لما معكم لتؤمنن به ولتنصرنه ) يعني رسول الله صلى الله عليه والله ( قال أأقررتم وأخذتم على ذلكم إصري ) يعني عهدي ( قالوا أقررنا قال فاشهدوا وأنا معكم من الشاهدين ) ( 4 ) قال جل اسمه ( النبي الأمي الذي يجدونه مكتوبا عندهم في التوراة والإنجيل ) ( 5 )