نام کتاب : رسالة في معنى المولى نویسنده : الشيخ المفيد جلد : 1 صفحه : 32
مستدلا بها على كذب الحاكي ، ولا غلطه . ولو كان ما اعتمدت عليه اعتمادا لاستحال حكاية العربي بالفارسي ، والفارسي بالنبطي ، والعبراني بالسرياني ، وبطلت جميع الحكايات المنظومة إذ كان ما حكى بها غير منظوم ، وهذا يوجب أن لا يكون أحد من الشعراء المتقدمين ولا المتأخرين صدق في حكاية قضية مضت ، وحكمة نقلت ، وذكر كرم وجد ، وفعل عجيب وقع ، إلا إذا حكوه بألفاظه الجلية عينا ، وذكروه على ترتيب التعبير سواء ، وهذا ما لا نذهب إليه ، ولا أحد من أهل النظر فنشتغل في الإطناب فيه . فعاد صاحبي المتكلم أولا فقال : إن الذي أتيت به من شعر الأخطل فإنه وإن لم يكن أراد بقوله : " فأصبحت مولاها " الخلافة على ما قلت ، وأراد قريشا على ما وصفت ، فليسن أيضا فيه دلالة على ما ذهبت إليه ، وذلك أنه أراد ب " مولى " أي ناصر قريش ، ومن يجب أن ينصره قريش ، والكميت فقد قلنا إنه لا يستحيل أن يكون اعتقد فضل أمير المؤمنين عليه السلام على الكل بما جرى يوم الغدير ، فأوجب له الإمامة به لا من جهة القول . فراسله الكلام صاحب المجلس ها هنا فقال : ويمكن أن يكون غلط وإن كان من أهل اللغة ، وإن امرء القيس مع جلالته في معنى صاحبه قد غلطه جماعة في شئ ذكره عنه لم أحفظه في وقت أتياني هذه المسألة ، وهو نفسه - أعني الكميت - قد غلط في قوله : أبرق وأرعد يا يزيد * فما وعيدك لي بضائر [1] فلم ينكر غلطه في لفظة " مولى " وإن كان على الصفة التي هو عليها