responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : حلية الأبرار نویسنده : السيد هاشم البحراني    جلد : 1  صفحه : 62


فغمدوها ، فانفرج الطرفان بعد ما كانا انضما .
فسلوا بعد سيوفهم وقصدوه ، فلما هموا بإرسالها عليه انضم طرفا الجبل ، وحيل بينهم وبينه فغمدوها ، ثم ينفرجان فيسلونها إلى أن بلغ ذروة الجبل ، وكان ذلك سبعا وأربعين مرة .
فصعدوا الجبل وداروا خلفه ليقصدوه بالقتل ، فطال عليهم الطريق ومد الله عز وجل في الجبل ، فأبطأوا عنه حتى فرغ رسول الله صلى الله عليه وآله من ذكره وثنائه على ربه واعتباره بعبرة .
ثم انحدر عن الجبل وانحدروا خلفه ولحقوه وسلوا سيوفهم ليضربوه بها فانضم طرفا الجبل وحال بينهم وبينه فغمدوها ثم انفرج فسلوها ، ثم انضم فغمدوها ، وكان ذلك سبعا وأربعين مرة ، كلما انفرج سلوها ، فإذا انضم غمدوها .
فلما كان في آخر مرة وقد قارب رسول الله صلى الله عليه وآله القرار سلوا سيوفهم فانضم طرفا الجبل ، وضغطهم الجبل ، ورضضهم ، وما زال يضغطهم حتى ماتوا جميعا .
ثم نودي يا محمد : انظر إلى خلفك إلى من بغى [1] عليك بالسوء ماذا صنع بهم ربك ، فنظر فإذا طرفا الجبل مما يليه منضمان ، فلما نظر انفرج الجبل ، وسقط أولئك القوم وسيوفهم بأيديهم ، وقد هشمت وجوههم وظهورهم وجنوبهم وأفخاذهم ، وسوقهم ، وأرجلهم ، وخروا موتى ، تشخب أوداجهم دما .
وخرج رسول الله صلى الله عليه وآله عن ذلك الموضع سالما مكفيا مصونا محفوظا تناديه الجبال وما عليها من الأحجار والأشجار : هنيئا لك يا محمد صلى الله عليه وآله نصرة الله عز وجل لك على أعدائك بنا ، وسينصرك



[1] في البحار : انظر خلفك إلى بغاتك السوء .

62

نام کتاب : حلية الأبرار نویسنده : السيد هاشم البحراني    جلد : 1  صفحه : 62
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست