نام کتاب : حاشية ابن ادريس على الصحيفة السجادية ( موسوعة إبن إدريس الحلي ) نویسنده : ابن إدريس الحلي جلد : 1 صفحه : 25
وسَمْتُهُ يثبت مقام قربه من الله زلفى ، ونفثاته تسجل بكثرة صلاته وتهجّده ، وإعراضه عن متاع الدنيا ينطق بزهده فيها ، درت له أخلاف التقوى فتفوّقها ، وأشرقت لديه أنوار التأييد فاهتدى بها ، وألفته أوراد العبادة فأنس بصحبتها ، وخالفته وظائف الطاعة فتحلى بحليتها ، طالما اتخذ الليل مطيّةً ركبها لقطع طريق الآخرة ، وظمأ الهواجر دليلاً استرشد به في مفازة المسافرة ، وله الخوارق والكرامات ما شوهد بالأعين الباصرة ، وثبت بالآثار المتواترة ، وشهد له انّه من ملوك الآخرة . وثالثهم النووي ( ت 676 ه - ) قال : وأجمعوا على جلالته في كلّ شيء [1] . ورابعهم الذهبي ( ت 748 ه - ) قال : كان عليّ بن الحسين إذا سار في المدينة على بغلته لم يقل لأحد : الطريق ، ويقول : هو مشترك ليس لي أن أنحي عنه أحداً [2] . وكان له جلالة عجيبة ، وحقّ له والله ذلك ، فقد كان أهلاً للإمامة العظمى ، لشرفه وسؤدده وعلمه وتألّهه وكمال عقله ، قد اشتهرت قصيدة الفرزدق - وهي سماعنا - أنّ هشام بن عبد الملك حجّ قُبيل ولاية الخلافة ، فكان إذا أراد استلام الحجر زوحم عليه ، وإذا دنا عليّ بن الحسين من الحجر تفرّقوا عنه إجلالاً له ، فوجم هشام وقال : من هذا ؟ فما أعرفه ، فأنشأ الفرزدق يقول :