نام کتاب : حاشية ابن ادريس على الصحيفة السجادية ( موسوعة إبن إدريس الحلي ) نویسنده : ابن إدريس الحلي جلد : 1 صفحه : 10
الخارجي وجماعته ، ورابعة لمحمّد بن الحنفية وأتباع أهل البيت . فماذا صنع في سبيل أداء رسالته الإصلاحية ، وهو في تلك الأجواء المحمومة والمسمومة ؟ لقد أدّى رسالته على أكمل وجه عالياً وغالياً ، متجنباً خطيئة السكوت ، ومتجاوزاً حدود الخطر والحضر ، وفي أدائه ذلك أحرز نصراً باهراً ، وسلطاناً روحياً باطناً وظاهراً ، إذ ليس النصر باكتساب مغنم مادي وسلطة قاهرة جائرة ، تزول بزوال الظالم ويذهب معها بريق نصرها ، ويموت ذكره وذكرها . فليس النصر ذلك إذن ، ومن تخيّله فهو من الغباء إذ هو لا يعي منطق القيم الأخلاقية ، ولا يعرف معنى خلودها بجلالها على الزمان والمكان ، وذلك هو النصر المؤزّر ، والفتح المظفر ، فضلاً عن حسنى العاقبة في الآجلة ، وفي خلود القادة والمجاهدين في ضمير التاريخ ، وذكرهم الذائع الشائع ما يغني في ثواب العاجلة ، وما كان ليتخلف هذا العطاء عمّن اختارته السماء ، فجاهد صابراً محتسباً ، كالإمام عليّ بن الحسين زين العابدين وسيّد الساجدين عليه السلام . انطباعات التابعين عن حياة الإمام زين العابدين عليه السلام : لقد كانت الحياة العامة في مكة المكرمة والمدينة المنورّة يومئذٍ تتجاذبها عدّة اتجاهات سياسياً وإجتماعياً ودينياً ، من الشمال إلى الجنوب ولكل دعاة وأنصار ، وليس منهم عشرون رجلاً يحبون أهل البيت كما قال الإمام زين العابدين ، وكان
10
نام کتاب : حاشية ابن ادريس على الصحيفة السجادية ( موسوعة إبن إدريس الحلي ) نویسنده : ابن إدريس الحلي جلد : 1 صفحه : 10