ومواعظ وحكم ، وبوّبناه أبوابا ثلاثة ، ليشتمل على هذه الأقسام مميّزة مفصّلة ، وقد عظم الانتفاع به ، وكثر الطالبون له ، لعظيم قدر ما ضمنه من عجائب الفصاحة وبدائعها ، وشرائف الكلم ونفائسها ، وجواهر الفقر وفرائدها » [1] . وأظن في ذلك كفاية لمن انصف بأنّ الشريف الرضي جمع في كتاب نهج البلاغة ما وجد من الروايات عن جده علي بن أبي طالب عليه السّلام ، ولا يدله فيها سوى الجمع والانتفاء بالأسلوب الذي اختاره وشرحه في خطبة الكتاب . في تراث أهل البيت عليهم السّلام وقد صرّحت مصادر أهل البيت في كتبهم وإجازاتهم وتراثهم بأنّ جامع نهج البلاغة هو الشريف الرضي دون غيره - كما سيأتي - ونكتفي هنا بذكر عشرة منهم : 1 - أبو العباس النجاشي ( ت / 450 ) في رجال النجاشي . 2 - أبو الحسن الفنجكردي ( ت / 513 ) في أشعاره . 3 - فضل اللَّه الراوندي ( ت / 546 ) في منهاج البراعة . 4 - قطب الدين الكيدري ( ت / 657 ) في حدائق الحقائق . 5 - أبو الحسن ابن فندق البيهقي ( ت / 565 ) في معارج نهج البلاغة . 6 - ابن شهرآشوب محمد بن علي السروي ( ت / 588 ) في معالم العلماء . 7 - الحسن بن داود الحلي ( ت / 647 ح ) في رجاله . 8 - ابن ميثم البحراني ( ت / 697 ) في مصباح السالكين . 9 - الحسن بن يوسف العلامة الحلي ( ت / 726 ) في خلاصة الأقوال . 10 - أحمد بن عنبة ( ت / 728 ) في عمدة الطالب . وللتفصيل يراجع فصل « الاهتمام بنهج البلاغة عبر القرون » . وقد صدق الأميني ( ت / 1390 ) حيث قال : « فما تورّط به بعض الكتبة من نسبة الكتاب إلى أخيه علم الهدى ، وإتّهامه بوضعه أو وضع بعض ما فيه على لسان أمير المؤمنين عليه السّلام ، والدّعوى المجرّدة ببطلان أكثر ما فيه ، وعزو ذلك إلى سيدنا الشريف الرضي