وهذه النقاط البارزة في تاريخ حياة الشريف الرضي تكشف عن موقف ثابت في حقيقة الشريف الرضي تلقّاه من مدرسته الأولى مدرسة الأسرة ، وإليك لمحة عنها . والده أبو أحمد الحسين الملقب بالطاهر الأوحد ( 340 - 400 ه ) ، كان زعيما مطاعا ، جاء في وصفه : « كان قويّ المنّة ، شديد العصبة ، يتلاعب بالدول ويتجرّأ على الأمور » [1] . كان يخص بالتكريم من الناس بلقب « الطاهر » و « الأوحد » و « نقيب الطالبيين » و « أمير الحاج » . سنة 354 ه ولي النقابة للعلويين بأسرهم ، وكان له دور فعّال في الاصلاح وإخماد الفتن . سنة 356 ه وخطب بمكة لبختيار الملك البويهي . سنة 357 ه خطب لعضد الدولة البويهي . سنة 359 ه أصلح بين الحمدانيين وآل تغلب . سنة 366 ه أصلح بين البويهي بختيار وعضد الدولة [2] . سنة 369 ه ابعد من العراق إلى شيراز بأمر عضد الدولة البويهي ، وكان بها حتى سنة 373 . سنة 373 ه اطلق سراحه شرف الدولة كما في المنتظم 7 : 226 . سنة 400 ه توفي ببغداد ليلة السبت لخمس بقين من جمادى الأولى ، بعد أن أضرّ في آخر عمره . وجاء في تجارب الأمم انه اعتقل الوزير العباس بن الحسين - وزير بختيار - أباه في قلعة فارس على أثر حريق الكرخ الذي دام أكثر من أسبوع ، وعاقب والد السيد في