responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : دراسة حول نهج البلاغة نویسنده : محمد حسين الحسيني الجلالي    جلد : 1  صفحه : 206


الذي يجمعه ، وهو نفسه قد أقرّ أنّ روايات كلام سيدنا عليّ تختلف اختلافا شديدا [1] ، وكانت غايته الكبرى هي تفضيل الأفصح والأبلغ ، وفي سبيل هذه الغاية توسّع في الطلب فلم يتوقف حين تشتبه نسبة شيء إلى الإمام علي ، ولم يرفض ما هو مشترك النسبة ، ذلك هو الذي يفسر حقيقة الكتاب اعني طريقة الشريف في الجمع والاختيار . فهناك خطبة أوردها الجاحظ في البيان لمعاوية وشكَّك الجاحظ نفسه فيها وقال : « إنّها بكلام عليّ أشبه » ، فأدرجها الرضي في النهج اعتمادا على تشكيك الجاحظ وهو في رأيه ناقد بصير ، غير أنّ الجاحظ أورد في البيان خطبة أخرى لقطرى بن الفجاءة وجعلها الشريف في النهج لعليّ ، ولم يثق هذه المرة في رواية من سمّاه ناقدا بصيرا » [2] .
فإنّ الشريف الرضي قدّس سرّه اعتمد على روايات أهل البيت في خطبة الإمام ، وإنما أورد كلام الجاحظ تأييدا وانتصارا ، لأنّ الجاحظ ليس بشيعيّ حتى يتّهم في قوله الموافق لمذهب أهل البيت ، ولم يذكر ما لم يوافقه عليه ، وكون الجاحظ ناقدا بصيرا لا يستلزم ان يكون كذلك في كلّ رواية وفي كلّ حالة .
المقطع التاسع في شخصية الإمام عليه السّلام قال الرضي رحمه اللَّه : « ومن عجائبه عليه السّلام التي انفرد بها ، وأمن المشاركة فيها ، أنّ كلامه عليه السّلام الوارد في الزهد والمواعظ ، والتذكير والزواجر ، إذا تأمّله المتأمّل ، وفكَّر فيه المفكَّر ، وخلع من قلبه أنّه كلام مثله ممن عظم قدره ونفذ أمره ، وأحاط بالرّقاب ملكه ، لم يعترضه الشك في أنّه من كلام من لاحظَّ له في غير الزهادة ، ولا شغل له بغير العبادة ، قد قبع في كسر بيت ، أو انقطع في سفح جبل لا يسمع إلَّا حسّه ، ولا يرى إلَّا نفسه ، ولا يكاد



[1] الشريف الرضي : 52 .
[2] الشريف الرضي 52 .

206

نام کتاب : دراسة حول نهج البلاغة نویسنده : محمد حسين الحسيني الجلالي    جلد : 1  صفحه : 206
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست