responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : دراسات في نهج البلاغة نویسنده : الشيخ محمد مهدي شمس الدين    جلد : 1  صفحه : 247


نعم ، إن هؤلاء كانوا يأتون كل هذا وزيادة ، وقد يحسب السطحيون ان هذا وحده كاف لجعل الانسان فاضلا ، ولكنه في ميزان الامام أضعف الايمان .
فهؤلاء الذين كان يتوجه إليهم الامام بكلامه هذا كانوا يصلون ويصومون ، ويحجون البيت .
ولكن القبلية كانت تعصف بهم عصفا شديدا .
ولكن الأحقاد والمطامع كانت تدفعهم إلى التناكر فيما بينهم ، وكانت تسل من أرواحهم كل خلق إنساني حميد .
ولكن سياسة معاوية كانت تستهويهم ، فتحملهم على الخيانة وتحملهم على الرضا بالذلة ، وتحملهم على أن يصيروا عبيدا .
ولكنهم كانوا فرديين لا يأبهون للمجتمع ولا يحسبون لآلامه حسابا .
كانوا غرباء عن هذه الخلائق . ولذلك لم يرض عنهم الامام ، ولذلك استثارهم إلى العمل للآخرة قبل فوات الفرصة .
ولم يكن هذا العمل الذي أراده منهم صلاة ولا صوما ولا حجا ، فتلك أمور كانوا يأتون بها ، ولا يقعدون عنها .
لقد كان العمل الذي أراده هو الفضيلة ، هو ان يكون كل منهم خلية اجتماعية حية ، تكدح في سبيل خير المجموع ، هو أن يكونوا أحرارا فلا تستعبدهم الشهوات ، فتحملهم على الانحراف عن الحق ، ولا تستعبدهم الحياة فتحملهم على الرضا بها مسفة حقيرة عارية من كل نبالة رفيعة وهدف عظيم . كان يريدهم أن يحطموا أصنام اللحم التي يعبدونها ، أعني ساداتهم ورؤسائهم ومن له عليهم سلطان ليخلصوا العبادة لله وحده .

247

نام کتاب : دراسات في نهج البلاغة نویسنده : الشيخ محمد مهدي شمس الدين    جلد : 1  صفحه : 247
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست