responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : دراسات في نهج البلاغة نویسنده : الشيخ محمد مهدي شمس الدين    جلد : 1  صفحه : 246


أننا حينذاك لا نملك أن نعمل شيئا ، فاليوم عمل ولا حساب وغدا حساب ولا عمل ، ونحن نعلم أن الموت قد يلم بنا في أي لحظة ، فلماذا التسويف ؟
ومن البين أنه عليه السلام لا يدعو إلى ترك الدنيا وإنما يدعو إلى العمل للآخرة .
وكأن الامام يدعو إلى الجمع بين الآخرة والدنيا ، فهو لا ينهى عن العمل للدنيا ، وإنما ينهى عن الاستغراق في هذا العمل ، بحيث ينسى الانسان الآخرة ويقفر ضميره من الشعور بالله ، وينقطع ما بينه وبين مجتمعه من أواصر الود والرحمة ، وذلك كله يحول بينه وبين أن يبلغ المثل الاعلى في الاسلام .
قال عليه السلام :
( فليعمل العامل منكم في أيام مهله [1] قبل إرهاق أجله [2] ، وفي فراغه قبل أوان شغله ، وفي متنفسه قبل أن يؤخذ بكظمه [3] ، وليمهد لنفسه وقدومه ، وليتزود من دار ضعنه لدار إقامته ) [4] .
* * * وما نشك في أن هؤلاء الذين كان الإمام عليه السلام يدعوهم إلى العمل للآخرة قبل فوات الفرصة كانوا قوما يقيمون الصلاة لأوقاتها ، ويصومون رمضان ، ويحجون البيت ، فماذا كان يريد الامام منهم غير هذا ؟



[1] المهل : المهلة والفسحة .
[2] إرهاق الاجل : أن يقرب الاجل ، فلا يبقى للمفرط فرصة يتدارك بها ما فاته من العمل .
[3] الكظم - بالتحريك - الحلق ، أو مخرج النفس . والاخذ بالكظم كناية عن التضييق عند قرب الاجل أو حلوله .
[4] نهج البلاغة ، رقم النص : 84 .

246

نام کتاب : دراسات في نهج البلاغة نویسنده : الشيخ محمد مهدي شمس الدين    جلد : 1  صفحه : 246
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست