أتبكيا من كل شئ هين ؟ * سفه بكاء العين ما لم تدمع فإذا أتاني إخوتي فدعيهم * يتعللوا بالعيش أو يلهوا معي لا تطرديهم عن فراشي إنه * لابد يوما أن سيخلو مضجعي هلا سألت بعادياء [1] وبيته * والخل والخمر التي لم تمنع ؟ * * * وقال الحارث بن حلزة : بينا الفتى يسعى ويسعى له * تاح [2] له من أمره خالج [3] يترك ما رقح [4] من عيشه * يعيث فيه همج هامج [5] لا تكسع الشول بأغبارها [6] * إنك لا تدري من الناتج [7] * * *
[1] عادياء . مراده : السموأل بن عادياء . قوله : ( هلا سألت بعادياء . ) الباء هنا بمعنى ( عن ) مراده ( هلا سألت عن عادياء . ) على نحو قوله تعالى : ( سأل سائل بعذاب واقع ) أي عن عذاب ، فالباء هنا بمعنى عن . يريد الشاعر أن يقول لصاحبته التي تلومه على بذله وكرمه أن عليها أن تسأل عن ابن عادياء الكريم الباذل لتعرف أن صاحبها مثله . [2] تاح له الشئ ، وأتيح له : قدر له . [3] الخالج : الشاغل ، يقال : خلجني كذا ، أي شغلني ، ويقال : خلجته أمور الدنيا . [4] رقح ماله : أصلحه . [5] الهمج : ذباب صغير كالبعوض يسقط على وجوه الغنم والحمير وأعينها . وقوله : هامج توكيد . يريد أن الانسان إذا أصلح عيشه واطمأن يعرض له ما يفسد حاله وينغص عليه عيشه . [6] الكسع : أن تضرب دبر الانسان بيدك أو بصدر قدمك . والشول - بسكون الواو - النوق التي خف لبنها . والاغبار جمع غبر - بضم فسكون - بقية اللبن في الضرع . وكسعت الناقة بغبرها أي ضربت ضرعها بالماء البارد ليتراد اللبن في ظهرها . [7] الناتج : الذي ستنتج له هذه النوق ، فربما تكون أنت ، وربما يكون غيرك .