فلم يقتل من أصحاب الإمام إلا ثمانية ، ولم ينج من الخوارج إلا تسعة [1] . * * * وقد كثر كلامه عما سيحل بالناس من بني أمية وظلمهم ، وكأنه يعد بذلك أنفس الناس لتلقي فادح الظلم . وقد تنبأ بخلافة مروان بن الحكم وبما سيحل بالأمة منه ومن أولاده ، وتنبأ عن نهاية بني أمية متى تحين . قال متنبأ بمصير الخلافة إلى مروان : ( اما أن له إمرة كعلقة الكلب أنفه [2] وهو أبو الأكبش الأربعة [3] وستلقى الأمة منه ومن ولده يوما أحمر ) [4] . وقد تم كل ما قال ، فقد كانت إمرة مروان قصيرة جدا إذ لم تزد على تسعة أشهر ، وقد كان له من الأبناء أربعة هم : عبد الملك ، وعبد العزيز وبشر ، ومحمد . ولي عبد الملك الخلافة ، وولي محمد الجزيرة ، وولي عبد العزيز مصر ، وولي بشر العراق . وقد حل بالمسلمين منهم ظلم عظيم [5] . * * *
[1] ابن أبي الحديد : شرح نهج البلاغة 1 - 379 - 380 - و 424 - 427 و 445 - 446 . [2] تصوير بالحركة لقصر ملك مروان بن الحكم . [3] كناية عن أولاده . [4] نهج البلاغة ، رقم النص : 71 . [5] ابن أبي الحديد : شرح نهج البلاغة 2 - 53 - 60 .